السياحة المستدامة، معناها أن نسلم المقدرات للاجيال المقبلة أفضل مما كانت عليه، والناظر لحال الطبيعة العكارية يشاهد حجم العبء الذي ترزح تحته، من تعديات وانتهاكات ورمي عشوائي للنفايات في ارجائها، لدرجة اصبح معه التحرك لزاما لكبح جماح هذه الفوضى المستشرية.
 
وفي هذا السياق تلقى مبادرات "درب عكار" صدى ايجابيا كبيرا ودعما وتشجيعا من البلديات والمجتمع المحلي، فضلا عن تفاعل جدي على وسائل التواصل الاجماعي من عشرات آلاف المتابعين.
 
ناشط بيئي
واكد الناشط البيئي عثمان طالب، من مجموعة "درب عكار"، "ان انطلاقة حملة (نظفنا_وراك) لمكافحة ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات والسعي لازالتها بالتعاون مع البلديات، لاقت مؤزارة من الكثير، وبدأت حملات صديقة مشابهة كانت آخرها حملة "غاباتنا عزنا" التي نظمتها لجنة البيئة في بلدية فنيدق بالتعاون مع مجموعتي "درب عكار" و"اكتشف عكار" بالاشتراك مع الجمعيات الكشفية، (كشافة الايمان والمقاصد والتربية الوطنية) والجمعيات البيئية، بالاضافة الى مشاركة لافتة لقطاع الشباب في "تيار العزم" في عكار، حيث تم تنظيف جزء من غابات أعالي القموعة وغابة العذر.
 
البلدية
رئيس لجنة البيئة في بلدية فنيدق الدكتور محمد علي شكر المشاركين، وثمن دورهم في "نشر الوعي البيئي وحماية الطبيعة التي هي المتنفس الوحيد، ليس لنا فحسب انما لكل لبنان، وهي الثروة التي يعول عليها في تحقيق نهضة اقتصادية للمجتمع المحلي".
 
ولفت الى ان "هذه الحملة تأتي ضمن استراتيجية مستدامة لبلدية فنيدق للمحافظة على البيئة، لتكون نظيفة ونقية وقابلة للاستمرار والحياة".
 
اكتشف عكار
واشار المرشد الجبلي في مجموعة "اكتشف عكار" احمد ديب الى "أهمية هذه الخطوة المباركة"، وقال: "نحن في عكار، طبيعتنا وغاباتنا عزنا ورأس مالنا الذي نسعى كلنا مجتمعين للحفاظ عليه. وها نحن اليوم قد اجتمعنا من مختلف المناطق اللبنانية والعكارية لرفع الضرر الناجم عن النفايات المرمية داخل غاباتنا، وسنسعى مع بلدية فنيدق وكافة المجموعات والجمعيات الصديقة للبيئة لجعل غاباتنا خالية من النفايات وذات مظهر حضاري وراق".
 
اما محمد الماروق، فقال: "ان مجموعة "درب عكار"، لم تكتف بالحلول العلاجية انما سعت لتقديم حلول وقائية تهدف الى التخفيف من كمية النفايات الصلبة خصوصا البلاستيكية منها، فقامت بتقديم عبوات مياه للمشاركين معها في رحلة مشي لمسافة 10 كيلومترات في رحاب القموعة وغابة العزر في بلدة فنيدق، وبالامكان استعمال هذه العبوات عدة مرات بدلا من عبوات المياه البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، وذلك يجنبنا آلاف العبوات البلاستيكية التي ترمى في الطبيعة سنويا، ما يخفف الفاتورة البيئة بشكل لا بأس به، وهذه المبادرة تجنب المخاطر الضارة للبلاستيك الذي يستعمل لمرة واحدة فقط".
 
وأكد أن "مكافحة ظاهرة النفايات في الطبيعة لا تحقق تقدما الا بالتكامل بين الحلول العلاجية والوقائية، فحملات النظافة تبقى ذات اثر متواضع اذا ما تمت مقارنتها بحجم النفايات المرمية، وهنا يأتي دور التوعية والحزم في تطبيق قرارات منع رمي النفايات وتحرير محاضر ضبط بحق المخالفين، وصولا الى الوقاية التي تمنع استعمال البلاستيك وكل ما من شأنه تلويث الطبيعة بشكل مباشر او غير مباشر".