اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال مشاركته في الغداء الذي اقيم على شرفه في رعية مار مارون - بيصور - جزين، "ان الأحداث التي عشناها هي أكبر دليل على أنه لا يمكن إقصاء أي طرف من لبنان، وأن فرادة لبنان هي في تنوعه. وإن من يخلق النزاعات والحروب هم مجانين، لأنهم لو فكروا ولو قليلا لما وصلنا الى أي خراب".

وقال الراعي: "فرحتي كبيرة اليوم بوجودي بينكم في هذه المنطقة التي عانت وقدمت الكثير وما زالت صامدة بشفاعة مار مارون، وخصوصا بعد التهجير عام 1985، عندما عدتم وبنيتم ورممتم وكان اتكالكم على ذاتكم وعلى الله، وحافظتم على كرامتكم. وهذا ما نتمناه دوما، أن تبقى هذه الكرامة فوق كل اعتبار. ولكن عندما تداس هذه الكرامة أو تنتهك سياسيا أو اقتصاديا أو ماليا أو اجتماعيا، يصبح الأمر غير مقبول".

وتابع: "اذا عدتم معي بالذاكرة الى جلسة مجلس النواب الشهيرة التي تحدث فيها الجميع عن الفساد، لم نستطع حينها أن نفهم أين يكمن هذا الفساد، وكأنه في الهواء. يجب ان نقول اين هو الفساد، وان نسميه ونحدد مكانه، في هذه الوزارة وفي تلك الادارة وفي هذا المركز وفي هذا الشخص. والا سنبقى نراوح مكاننا".

ابو كسم
من جهته، توجه مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، باسمه وباسم أبناء الرعية، بالشكر العميق إلى البطريرك الراعي، على زيارته التاريخية لبلدتهم، وعلى مشاركته لهم في الغداء.

وتوجه إلى الراعي قائلا: "إن مواقفكم الدينية والوطنية تبعث الرجاء والأمل في نفوس اللبنانيين وتشكل الضمانة لوحدتهم على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم".

سمعان
وألقى مارون سمعان كلمة باسم أهالي البلدة قال فيها: "ان هذه القرية لم تزرها سابقا شخصية دينية واجتماعية بهذا المستوى من الرفعة والتواضع، هذه القرية الصغيرة والتي تعاني كمعظم قرى قضاء جزين، من اللاانماء، فلا مشاريع اقتصادية ولا سياحية وانمائية، ما أثر على نهضتها، وحمل معظم شبابها الى المغادرة بحثا عن حياة كريمة ومستقبل آمن".


وشارك في مأدبة الغداء راعي الأبرشية المطران مارون العمار والمطرانان ايلي حداد وبولس مطر.