تمكنت قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية وقوات روسية خاصة وبقصف جوي روسي مكثف من السيطرة على مدينة خان شيخون جنوبي إدلب، بعد معارك وصفت بالعنيفة ضد قوات المعارضة استمرت طيلة الليلة الفائتة أوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى بين الطرفين.
 
وأعلنت غرفة عملية "الفتح المبين" التابعة للمعارضة في بيان لها انسحابها من خان شيخون وإعادة تمركز قواتها في ريف حماة الشمالي، وذلك نتيجة سياسة الأرض المحروقة التي استخدمتها قوات النظام وروسيا، مؤكدة استمرار المعارك ضدهم.
 
وقالت مصادر ميدانية للجزيرة، إن المعارضة أجبرت على الانسحاب من مدينة خان شيخون تحت وطأة قصف لم يسبق له مثيل بالأسلحة المختلفة، وأبرزها الفسفور الأبيض المحرم دوليا، كما أن ميزان القوى مال لصالح قوات النظام السوري والقوات الخاصة الروسية أمام إمكانيات المعارضة المحدودة.
 
وأوضحت المصادر، أن سيطرة النظام السوري على مدينة خان شيخون ضيّق الخناق على مقاتلي المعارضة بريف حماة الشمالي وأصبحوا شبه محاصرين في مدن كفر زيتا ومورك واللطامنة وبلدات أخرى، ولم يبق لهم سوى منفذ ترابي قد تتمكن قوات النظام من رصده، ما اضطر قسم كبير منهم لإعادة التمركز في تلك المدن والبلدات، بينما بقيت عدة مجموعات كبيرة ضمن نقاط المراقبة التركية المنتشرة بمدينة مورك وقرية شير مغار.
 

وبعد سيطرة النظام السوري على معظم ريف حماة الشمالي وجزء من ريف إدلب الجنوبي يترقب أهالي وناشطو مدينة إدلب هجمات أخرى باتجاه مدينة معرة النعمان، المدينة الأكبر بريف إدلب الجنوبي وإحدى أبرز المدن الثائرة بوجه النظام السوري.

وجاءت سيطرة النظام السوري بعد منعها رتلا عسكريا تركيا ضخما من إقامة نقطتي مراقبة كان من المقرر إقامتهما قرب خان شيخون، لضمان إمداد نقطة المراقبة التاسعة بمدينة مورك بريف حماة الشمالي.

وبسقوط خان شيخون تحت سيطرة النظام السوري أصبحت نقطة المراقبة التركية بريف حماة محاصرة بشكل شبه كامل، على غرار قوات المعارضة الموجودة ببلدات ريف حماة الشمالي، وقطعت جميع طرق إمدادها مع استمرار استنفار قوات الجيش التركي التي قدمت أمس من تركيا وتمركزت بمنطقة حيش وتعرضت لقصف جوي.

ويؤكد المحلل السياسي فراس تقي أن الانسحابات الحالية من أجزاء واسعة من مدينة خان شيخون ومن بلدات اللطامنة وكفر زيتا، جاءت لتجنب حصار المقاتلين فيها، لكن لا تزال النقطة التركية موجودة في "مورك" وطريقها مفتوحا باتجاه ريف إدلب الجنوبي عبر منطقة التمانعة.

وأضاف تقي أنه من المبكر جدا الحكم على مستقبل المنطقة، لأن سيطرة قوات النظام المدعومة من روسيا هشة، ويمكن أن يتم تنفيذ هجمات معاكسة بأي وقت وتغيير خريطة السيطرة.

وتشير مصادر للجزيرة إلى أنه رغم إعادة تمركز قوات المعارضة من جديد بريف حماة فإنه من المتوقع انسحاب نقطة المراقبة التركية من ريف حماة رفقة عناصر المعارضة المنتشرين ضمن النقطة، إلى قرية حيش، بهدف تثبيت تلك النقطتين على آخر حدود السيطرة لقوات النظام السوري.

واستبعد المحلل العسكري العميد أحمد رحال أن تبقى النقطة التركية محاصرة من قبل قوات النظام السوري، وتوقع أن يتم تنسيق انسحابها مع الجانب الروسي.