تتّجه الحكومة التركيّة إلى إعادة النظر باستراتيجيتها في إدلب، آخر معاقل المعارضة، وفق ما نشر موقع "المونيتور" الأميركي.
 
وأشار الموقع إلى أنّه بعد المواجهات بين الجيشيْن السوري والتركي في 29 نيسان، شنّ الجيش السوري 5 عمليّات في حزيران الفائت ردّاً على استعادة المجموعات المدعومة تركياً 3 مواقع: تل ملح والجبين ومدرسة الضهرة في ريف حماة الشمالي من أصل 20 موقعاً كانت القوات السوريّة قد بسطت سيطرتها عليها، مُستدركًا بأنّ هذه العملية فشلت.
 
 ونقل الموقع عن مجموعات معارضة قولها أنّ الجيش السوري فقد 700 عنصر خلال الشهرين الماضيين.
وبدّلت المجموعات المعارضة المدعومة من تركيا استراتيجيتها مؤخراً، فحوّلتها إلى هجومية بعدما كانت دفاعية بهدف نقل المعركة إلى المناطق الخاضعة للجيش السوري، وفق ما كشف الموقع.
 
ويُرجّح الموقع أنّ يكون هذا السبب يمثّل الدافع الأساسي وراء ارتفاع عدد "هجمات" الجيش السوري على المواقع التركية، قائلاً: "والآن، تلوم سوريا تركيا على الانتكاسات التي تعاني منها في الميدان". 
 
في المقابل، أظهر الموقع أنّ لهذه الانتكاسات أسباباً عدة، متحدثاً عن رفض إيران دعم قوات الجيش السوري خلال العمليات الأخيرة سعياً منها إلى الحفاظ على علاقاتها الجيدة نسبياً مع تركيا. 
 
كما نقل الموقع عن مصادر في المعارضة قولها إنّ أمل روسيا خاب عقب خسارة الجيش السوري المواقع التي استعادها. وقالت هذه المصادر إنّ روسيا ألقت باللوم على قوات "النمر" التي يقودها العميد سهيل الحسن، وطلبت من الفيلق الرابع الذي يقوده ماهر الأسد، الانضمام إلى القتال. وتحدّثت هذه المصادر عن زيارة ماهر الأسد، برفقة رئيس إدارة "المخابرات الجوية" اللواء جميل الحسن إلى وحدات الجيش السوري في سهل الغاب، على حدّ زعمها. 
 
في السياق نفسه، تطرّق الموقع إلى تدخلات تركيا الحاسمة لصالح المعارضة، مذكراً بتعاون المجموعات التي انتقلت من جنوب إدلب وشمال حماة مع "هيئة تحرير الشام" وغيرها من المجموعات، وبتزويد أنقرة المجموعات التي تقاتل تحت لواء "الجيش الوطني السوري" و"الجبهة الوطنية للتحرير" بالسلاح والمركبات المدرعة. 
 
وحذّر الموقع من أنّ قتال تركيا ضد الجيش السوري سيتواصل ما لم تكف تركيا عن دعم المجموعات المعارضة، مبيناً أنّ أنقرة عاجزة عن وقف عمليتها، نظراً إلى سياستها الراهنة الرامية إلى منع الأكراد من ترسيخ وجودهم من جهة، ومحاولة ضمان مكان للمجموعات المعارضة في مستقبل سوريا من جهة ثانية. 
 
في الختام، حذّر الموقع من أنّه في حال سقطت إدلب بيد النظام، فستكون الأراضي التي تسيطر عليها القوات التركية والأميركية هي المحطة المقبلة، قائلاً: "لذلك، لا بدّ من إيقاف القوات الروسية والسورية في إدلب".