نشرت مجلة "إكسبرس" الفرنسية تقريرا حول استعداد مهندسين روسيين لإطلاق خدمة إنترنت تعتمد على تكنولوجيا البلوكتشاين، وتتميز بالسرية الشديدة وحماية الخصوصية، مع إتاحتها كل المميزات الموجودة في الإنترنت العادية، لتكون خيارا بديلا متاحا لمن يتعرضون للرقابة الحكومية والتضييق وانتهاك الخصوصية.
 
وقالت المجلة إن شبكة الإنترنت الجديدة المسماة اختصارا "تون" (اختصار لعبارة شبكة تلغرام المفتوحة)، هي عبارة عن منصة بلوكتشاين مماثلة للإنترنت الآمن والقابل للتوسع. وستتيح هذه الشبكة الدخول للمواقع الموجودة في الإنترنت العادية، وسيكون فيها متجر تطبيقات خاص بها، ونظام للدفع الإلكتروني، ونظام لتخزين الملفات الضخمة، ونظام آخر للإبحار من دون الكشف عن الهوية.
وأضافت المجلة أن هذه الشبكة البديلة سوف تتمتع بنظام أسماء نطاقات خاص بها، من أجل تقصير العناوين الإلكترونية المعقدة والطويلة. كما أن الدفوعات المالية ستكون ممكنة عبر خدمة الدفع الإلكتروني الألمانية "وايركارد". أما وحدة الدفع المالي فستكون الغرام، وهي العملة المشفرة الخاصة بشبكة تلغرام المفتوحة "تون".
 
وأشارت المجلة إلى أن مستخدمي تطبيق تلغرام يمكنهم تبادل الرسائل والصور ومقاطع الفيديو والملفات المشفرة والقابلة للتدمير الذاتي بحجم جملي يبلغ 1.5 غيغا. كما أن هذا التطبيق يتماشى مع أغلب أنظمة تشغيل الحواسيب والهواتف.
 
ويقدم تلغرام نفسه على أنه خدمة مجانية أكثر موثوقية وأمنا، وأكثر سرعة وفائدة بالمقارنة مع الحلول البديلة مثل واتساب. وستكون إنترنت "تون" مزودة بخصائص أمنية فائقة التطور. ولهذا الغرض، سوف تعتمد هذه المنصة على نظام تشفير أكثر موثوقية من الأنظمة الموجودة إلى غاية اليوم. وحسب الوثائق التقنية، فإن إنترنت تون "سوف تشفر كل شيء".
 
وأشارت المجلة إلى أن مؤسسي خدمة تلغرام، الأخوين الروسيين نيكولاي وبافل دوروف، لطالما رفضا تمكين الحكومة الروسية أو غيرها من الولوج إلى بيانات المستخدمين، ويرجح المتابعون أنهما لن يغيرا موقفهما بعد إطلاق خدمة الإنترنت الجديدة.
 
وذكرت المجلة أن إنترنت تون سيتم إطلاقها قبل 31 تشرين الأول من هذه السنة، وهو تاريخ لم يتم اختياره بشكل اعتباطي، بل يأتي قبل يوم واحد من غرة تشرين الثاني، حيث ستصبح الحكومة الروسية قادرة على حجب مواقع الإنترنت الأجنبية داخل روسيا.
 
وأفادت المجلة بأن كلفة هذا المشروع ليست معروفة إلى حد الآن، إلا أنه في سنة 2018 كان فريق العمل قد تمكن من جمع 1.5 مليار يورو خلال عملية طرح أولي للأسهم الافتراضية. لكن المستثمرين يعتقدون أن حجم مداخيل التمويلات التي حصلت عليها إنترنت تون لحد الآن هو ضعف هذا المبلغ.
 
وأشارت المجلة إلى أن حوالي 200 مليون شخص حول العالم يستخدمون خدمة التلغرام، ومن المتوقع أن يبدأوا في استخدام إنترنت تون التي من المنتظر أن يصل عدد مستخدميها إلى 300 مليون شخص.