ردّ الوزير جبران باسيل على نفسه  فنفى نفياً قاطعاً ما نسب اليه حول المارونية السياسية في ‏بلدة تل ذنوب في البقاع قبل ايام . وتَوج هذا النفيَ باعلان براءة العماد ميشال عون والتيار ‏الوطني الحر من المارونية السياسية وسائر المذهبيات السياسية في البلاد ، وهو أمر جيد يطوي ‏كلاماً تناقلته المواقع الاخبارية واكدته الشخصيات التي شاركت في اجتماع تل ذنوب وأثار موجة ‏من الاستنكار والتذمر لدى اكثر من مكون سياسي في لبنان‎ .‎
غير ان المستغرب والمثير في الخطبة التي اطلقها الوزير باسيل من الشياح ، اللهجُة العنترية في ‏مقاربة المسائل السياسية واصرارُه على خوض غمار المواجهات بزلات اللسان المقصودة وغير ‏المقصودة على صورة الاتهامات التي وجهها لمدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ‏‏.وقد يكون من المفيد للرأي العام اللبناني وللوزير باسيل التوقفُ في ضوء ما قيل وقال عند ‏الآتي‎ :‎
اولاً‎:‎
‎ ‎إن الوزير باسيل يردُ على حملةٍ هو مَن بَدأها وتسبَّبَ بها ، ولو سارعَ الى نفيِّ ما نُسب اليه في ‏تل ذنوب ، لما كانت الذنوبُ قد أحاطتهُ من كل الجهات‎ .‎
ثانياً‎ :‎
إن الوزير باسيل ومعه التيار الوطني الحر؛ لا يملكونَ حقوقاً حصريةً بمكافحة الفساد ، وتلويحهُ ‏بفتح المشاكل مع الجميع ، مجردُ حركةٍ شعبوية ؛لا تبُدِّلُ في واقع الامور شيئاً‎ .‎
‎- ‎إن مكافحةَ الفساد مهمةٌ وطنيةٌ تتشاركُ فيها الاراداتُ التي اجتمعت تحتَ سقف الحكومة؛ ‏وتوافقت على برنامجٍ حكوميٍ هدفُه اخراج البلاد من لعبة الانفاق المسدوده ، وإنهاءُ المسلسل ‏الطويل للهدرِ والتعطيل والمحاصصة؛ الذي لا يُمكنُ لأيِّ طرفٍ شريكٍ في السلطة؛ أن ينأى ‏بنفسهِ عنه، ليرميَ بتبعاتهِ على الآخرين‎ .‎

 

ثالثاً‎ :‎
ان رفع شعار الدولة المدنية يقتضي اول ما يقتضي مغادرةَ المربعات الطائفية واعتبارَ ‏المحاصصات الطائفية والمذهبية الوسيلة َالانجع لما يسمى استرجاع حقوق المسيحيين ، بمثل ‏ما يوجب  على سبيل المثال لا الحصر ، وضعُ نتائج امتحانات مجلس الخدمة المدنية موضعَ ‏التنفيذ وتطبيق القوانين التي تجعل من المواطنية صفة تعلو على الولاء الطائفي‎ .‎
رابعاً‎ :‎
ان اللواء عماد عثمان ليس اهمَ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ، وهو موظف في خدمة ‏الدولة والشعب ، لكن السؤال الاساسي الذي نضعه برسم اللبنانيين وبرسم الوزير باسيل ، اين هو ‏التيار الوطني الحر ، وزراءَ ونواباً وحزبيين من الرُخص التي تنسب للواء عثمان ، وما هي ‏الحصة التي نالها التيار والوزير باسيل من خدمات اللواء عثمان ، وما هي لوائح تراخيص الآبار ‏التي شملتهم في كافة المناطق‎ .‎
‎- ‎أمّا الحديثُ عن تراخيص المرامل والكسارات ، ومحاولةُ رميهِا على قيادة قوى الامن الداخلي ، ‏فهو الضِلالُ المُبينُ بعينه ، لان الوزير باسيل يفُترض ان يعلمَ، ان اللواء عثمان لم يُوقع على ‏معاملةِ كساراتٍ ومرامل واحده؛ منذ وصوله الى قيادة قوى الامن ، وأن مَن كان يُوقع على ‏التراخيص غير القانونية؛ هو وزيرُ البيئة في الحكومة السابقة، واحد ابرز المقرَّبين المُكلفين ‏بخطوطِ الدفاع عن سياساتِ رئيسِ التيار الوطني الحر‎ .‎
‎- ‎وجُلَّ ما كانت تفعله قيادةِ الدرك في هذا الشأن ، مواكبةُ تنفيذ القرارات والتراخيص التي ‏يُصدِرُها وزيرُ التيار الوطني الحر السابق‎ .‎

‎-  ‎وفي الختام نصيحة لوجه الله الى الوزير باسيل ؛ اسلوبك في مخاطبة اللبنانيين قد يأتيك ببعض ‏المصفقين من الأنصار ، لكنه بالتأكيد يستدعي حالات من التذمر لدى قطاعات واسعة من الناس‎ .‎
‎- ‎هناك من يعتبر انك صرت عبئاً على العهد ، وتضع رئاسة الجمهورية في مواجهة العديد من ‏المكونات السياسية‎  . ‎
‎- ‎العهد ينجح بتضامن اللبنانيين وحماية الاستقرار السياسي والتكافل على اطلاق عجلة الانقاذ ‏الاقتصادي والمالي ، والتوقف عن لغة الاستقواء والتهديد والوعيد في الصالونات المقفلة وغير ‏المقفلة‎ .‎
‎- ‎العهد ينجح اذا لم تنزعوا عنه صفة، بي الكل وحامي الكل، والمسؤول عن كل اللبنانيين . ‏شارك يا معالي الوزير اذاً ، في نجاح العهد‎.‎