الكاتب: جان لويس سماحة
 
الصحافي غسان سعود المتعدد المواهب في التبجيل والهجاء والرثاء والتحوير والتقلّب في المواقف والكتابة المزاجية مستخدماً حبره المتلون ومعتمداً أسلوبه الساخر الذي يشطح بحسب "غلاوة" المحتفى به ليستحق لقب Le Rigolo أو مهرّج البلاط، ومن يقرأ مقالته الأخيرة يدرك أن لا حدود لقلم التبجيل والتبخير في عملية غش إعلامية منظّمة لصاحب السعادة والمعالي ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل.
 
لا حاجة هنا للكلام عن المرشحّين الآخرين للرئاسة، الله يبارك ويزيد، في المبدأ هذا يغني المعركة الرئاسية ويساهم في تقديم الأفضل، ولكن المبادئ معلّقة منذ حين، وإلى حين، لنلتزم بزبدة المقالة ورائحة تبخيرها ونتكلّم عن العباقرة الذين يروّجون لحملة باسيل الرئاسية ومنهم صاحب المقالة Le Rigolo المعروف بغسان سعود.
 
لا شك أن الوزير باسيل محظوظ ولكنه غير محظي بفريقه، وهو يسعى بكل ما أوتي من شهوة سلطة لدخول عتبة قصر بعبدا على وقع أناشيد التعظيم يعزفها الحرس الجمهوري، وبهجة المطبّلين من سياسيين وفنانين وصحافيين وصحّافي.
 
في الشق الإقتصادي، ضيف مؤتمر دافوس بصفته الوزارية كما في سائر المؤتمرات، لم يحدد لنا غسان سعود إنجازات الضيف غير حضوره الكريم، زائر الصناعي وحامل همومه لماذا لم يمنع إقفال المصانع، وتصريف إنتاج معمل، إذا صحّ، وغيره من المعامل إذا صحّت خبريات Le Rigolo فهذا يؤهّل المحتفى به ليكون رئيس جمعية الصناعيين، لا رئيس الجمهورية. 
 
في الشق الرهباني، إن مرافقة باسيل الأسبوعية للرهبان إذا صحّت هي ضرورية ونأمل ان لا تبقى زيارات ترويقة واستكشافية للأديرة الأثرية للوزير المعروف بولعه بالأماكن والمنازل الأثرية وشغفه بشرائها وترميمها، فالبشرى الحقيقية هي في ممارسة أسرار الكنيسة واتباع تعاليمها فنصبح متعادلين في الإيمان والتوبة ولكن هذا لا يؤهلنا لمنصب رئاسة الجمهورية.
 
في الشق الشعبوي، أحسن Le Rigolo في اختيار التعبير المختلف عن الشعبي، صحيح أن الوزير باسيل يختلط بالناس كثيراً ولا حرج لديه بصخب مواكبه الفضفاضة ويتسلق الجبال ويغوص في الوديان وفي هذه نحسده، ولكن فات الكاتب أن مقابل كل عشرة أشخاص يرافقونه هناك مئة يتجنبونه وبعضهم من المقرّبين، أما عند خصومه فالوفود يقصدونهم من قريب وبعيد ويتوسطون للحصول على فرصة حضور ندوة أو لقاء والتقاط صورة، وبأي حال فالحالة الشعبوية موروثة ولا تنقصها سوى الكاريزما.
 
في الشق المالي، حدّث مع حرج، فالأوضاع المالية لم تكن يوماً بالسوء الذي يشهده لبنان منذ دخول التيار جنّة السلطة التي تكاد ان تصبح جحيماً مالياً، ومع ذلك يريد المرشّح المعجزة أن يعطي دروساً للولايات المتحدة وبريطانيا حول إدارة البلاد دون موازنة.
 
في شق الوعود، نرفع للوزير باسيل القبعة، ولكن التنفيذ أمر آخر مختلف تماماً يمكن إلحاقه ببند الشعبوية، أما إشادة مسؤول حزب الله الذي يرى في باسيل أشياء كثيرة للمستقبل دون تحديد ماهيتها، وأتذكر هنا أن الهدية المفخخة التي تسلّمها باسيل جعل منها مزهرية سلام ويستحضرني في المناسبة كلام باسيل عن العدو الإسرائيلي بزعمه أن لا خلاف إيديولوجياً مع الكيان الغاصب، وإنما خلاف على قطعة أرض ونبع مياه.
 
للوزير باسيل كل الحق ان يصل طموحه إلى بعبدا مستفيداً من فرصة لا تتكرر في وضع إمكانيات الدولة بتصرّفه واستثمارها حتى الثمالة، ويحق لأي كان ومنهم Le Rigolo غسان والفرقة ان يروّجوا ويلعبوا ورقتهم الأخيرة على طريقة الصولد، على أن يتنبهوا لأمر بسيط، من طلب الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، الله يطوّل عمر الرئيس ميشال عون لإكمال ولايته وربما أكثر.