تاريخيًّا حصلت في لبنان زلازل مُدمّرة، وعلميًّا حصولها من جديد هو وارد
 
ضربَت هزّة أرضيّة، يوم أمس، مناطق واسعة من قرى البقاع الغربي، حيثُ شعر بها سُكّان مناطق راشيا، حاصبيا ومرجعيون. وأحدثت الهزّة بلبلة بين صفوف المواطنين الذين بدأوا يتوقّعون بالمزيد من الهزّات لاسيّما مع التغيّرات المناخيّة التي تُرافقُ لبنان.
 
ويملكُ لبنان تاريخًا حافلًا بالهزّات الأرضيّة، أهمّها الهزّة التي ضربَت الساحل اللّبنانيّ ودمَّرت بيروت بالكامل خلال عام 551، وحصلت بعدها هزّات عدّة أيضًا عام 1956 عند فالق روم بقوّة 6 درجات، مُحدثةً أضرارًا في إقيلم التفاح وإقليم الخروب والبقاع، كما يشهدُ لبنان سنويًّا حوالى 600 هزّة أرضيّة لا يشعرُ بها المواطن.
 
وتواجدُ لبنان جغرافيًّا على الحدود مع إسرائيل التي تُجري العديد من التجارب النوويّة تحت الأرض وفي البحر، رُبِطَ بينها وبين تكاثر الهزّات وتنفيذ التجارب النوويّة.
 
واستغرب مسؤول الشبكة الزلزاليّة، في مركز البحوث العلميّة "بحنس"، رشيد جمعة، الضجّة التي أثيرت حول الهزّة الأخيرة، مُشدّدًا على أنّ الهزّات لا دخل لها بالتغيّرات المناخيّة، قائلًا:" الطقس والهزّات، لا دخل لهما ببعضهما البعض".
 
وفي حديثٍ خاصّ مع موقع "لبنان الجديد"، قال جمعة:" الهزّة التي حصلت يوم أمس في البقاع الغربي، هي جدًّا طبيعيّة وليست قويّة، وعادةً يحصل هكذا هزّات إلّا أنّ المواطن لا يشعر بها".
 
 
وتابع:" بالنسبة لنا، لا داعي للقلق أو الخوف، فهذه الأمور ليست خارجة عن المألوف، ولبنان مُعتاد على الهزّات خصوصًا وأنّه على خطّ زلزالي ولا يُمكنُني أن أنبّه إن كان هناك حالات طوارىء فنحنُ لا نستطيع التنؤ بالزلازل أوّ الهزّات"، مُضيفًا:" كان في هزّات ورح يضلّ في".
 
وشرح جمعة:"لبنان يقعُ على فالق رئيسيّ بين الفوالق الموجودة على سطح الكرة الأرضيّة، ويمرُّ في سوريا وفلسطين وصولًا إلى تركيا، ويشهدُ الفالق حركة مُتكرّرة للصفائح ونشاط زلزالي، وحتى هذه اللّحظة لا يزال مستوى درجة الهزّات جدًّا طبيعي وضمن المنطق والمعقول".
 
ورأى جمعة:" بالعودة إلى تاريخ لبنان بالهزّات، فأغلبيّتها جرت في قلب البحر، وخلال الأعوام الثلاثين الأخيرة ضربت مجموعة هزّات عدداً من النقاط على الخارطة الزلزاليّة، وكان أكبرها وأقواها خلال عام 1956، وخلال المئة عام لم تتخطّى قوّتها أكثر من 6 درجات على مقياس ريختر".
 
وأوضح:" تاريخيًّا حصلت في لبنان زلازل مُدمّرة، وعلميًّا حصولها من جديد هو وارد".