الساسة في لبنان ومواقع التواصل الاجتماعي.. الرهان على المستقبل!
 

مع الإنفتاح التكنولوجي الذي يشهده عصرنا، يتوجّهُ السياسي نحو  مواقع التواصل الإجتماعي كـَ "فيسبوك"، "تويتر"،  لنشر معظم آراءهم وتحرّكاتهم، بهدف التأثير على الرأي العامّ واستقطاب أكثر عدد من المُتابعين والتأثير عليهم، حتى غدت مواقع التواصل هي وجهة السياسيّين الأولى كما وبات مصيرهم رهين المنصّات.

خلال عام 2008، جذبت منصّات مواقع التواصل الإجتماعي أهمّ رؤوساء العالم، في الوقت الذي كان فيه هذا الحضور خجولًا لاسيمّا طوال فترة 1992 و2006، ومن بينهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فهو من أكثر السياسيّين الذي لجأوا إلى مواقع التواصل الإجتماعي، خصوصًا للترويج لحملته الإنتخابيّة، حيث بلغ عدد مُتابعيه في حينها إلى 78 مليون على "تويتر" و20 مليون على صفحة "فايسبوك".

وكان لـِ موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة خاصّة مع خبير مواقع التواصل الإجتماعي، الصحافي عمر قصقص، الذي كشف عن أهميّة مواقع التواصل الإجتماعي، خصوصًا لجهّة إبداء الرأي الشخصيّ إلّا أنّه  سرعان ما تبدّلت إلى أن أصبحت مصدرًا للمعلومات والأخبار السياسيّة".

وقال قصقص:"تحرصُ  اليوم المواقع الإخباريّة إلى مُتابعة جميع صفحات رجال السياسة الرسميّة من كافة أنحاء العالم لنقل أخبارهم ونشطاتهم لأنّها الأكثر مصداقيّة ودقّة".

 

إقرأ أيضًا:" سمير كسّاب ما زال مفقوداً..وهذا ما كشفته عائلته لـِ لبنان الجديد! "

في مُقابل ذلك، أشار قصقص إلى أنّ حتى الأحزاب السياسيّة في العالم تملك صفحات رسميّة على مواقع التواصل وتُنظمّ حملات عبر صور ووسم (أي هاشتاغ) تختاره، ممّا يخلقُ مساحة من النقاش والردود والإشكالات.

ومن الناحية العمليّة، شرح قصقص أنّ الترويج للشخصيّة السياسيّة لها زاوية مُختلفة، فالترويج لشخصيّة سياسيّة أو لحزب معيّن مُختلف تمامًا عن باقي الحسابات التي تعني بالتجارة أو ما إلى هنالك.

وشدّد قصقص على المسؤوليّة التي يتحمّلها المسؤول عن الصفحة قائلًا:"خطأ واحد على موقع فيسبوك أو تويتر، قادر أن يُكلّف الكثير، وأن يخلق رأيًا عامًّا، فالوسائل الإعلاميّة والمُتابعين هم دائمًا في المرصاد، خصوصًا وأننّي على دراية تامّة بهذه المسؤوليّة فأنا إهتميّت لسنواتٍ طويلة وحتى اليوم بصفحات عدد من الشخصيّات السياسيّة الرفيعة المستوى، وصفحات رسميّة للدولة اللّبنانيّة إلى جانب مُرشحين للإنتخابات النيابيّة".

وتابع:" في يومنا هذا، أصبحت منصّات فيسبوك وتويتر، عبارة عن بيانٍ صحفي أوعن مقابلة، لأنّ الصحفة هي الناطق الرسمي باسم هذه الشخصيّة".

وقال قصقص:" يجبُ على المسؤول عن الصفحة في البداية أن يوثّقها لتُصبح رسميّة ومحلّ ثقة لكافّة المُتابعين، فعلى المسؤول عنها أن يحمل في طيّه بعدًا سياسيًّا ويلعبُ دور المُستشار الإعلامي لهذه الشخصيّة".

وعن كيفيّة إدارة الصفحات، أجاب قصقص:"أنا شخصيًّا أحرص  إلى التطوّر والعمل بأسلوب مُختلف، فأنا أواكب أحدث الموجات، واليوم أحرص على إبراز السياسي من خلال إعداد تقارير مصوّرة لا تتعدّى الدقيقة للحديث عن آخر مواقفهم وأيضًا أرفق التقرير بـِ وسم ليجتاح المنصّات كافّة ويُصبح الـ Trend، وأذهبُ أحيانًا إلى إبراز السياسي من خلال مُقابلة سريعة مُسجّلة أوّ بثّ مُباشر عبر تقنيّة الـ "لايف" على فيسبوك".

وختم قصقص، "تكمنُ أهميّة هذه الأمور أنّ تكلفتهاهي ضئيلة مُقارنةً بـِ الإطلالات التلفزيونيّة أونشر الصور على الطرقات، فبات اليوم بدقائق معدودة السياسي أن يطلّ عالميًّا بكلفة بسيطة من خلال تقنيّة sponsored عبر فيسبوك أو وسم على تويتر".