أفراد مجموعة البجع من المتنفذين إعلاميا ويحظون بمتابعات كبيرة على وسائل الإعلام الاجتماعي.
 
كشفت مصادر صحافية تركية عن قيام مجموعة إعلامية مرتبطة بالرئيس رجب طيب أردوغان بشن هجمة تشكك في شرعية الانتخابات خصوصا في مدينة إسطنبول التي هزم فيها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.
 
وذكر موقع أحوال تركية الذي يصدر بالإنكليزية والتركية والعربية أن المجموعة المعروفة بـ”عصابة البجع″ تمتلك تكتيكات وسائل الإعلام العدوانية ولديها نفوذ بين كبار المسؤولين.
 
وقال فيرات إيريز، العضو السابق في مجموعة البجع ولديه معرفة وثيقة بأعمالها، إن أفرادها من المتنفذين إعلاميا، ويحظون بمتابعات كبيرة على وسائل الإعلام الاجتماعي.
 
وأضاف “كان الجميع يعلمون أن مجموعة البجع لم يكن بإمكانها التصرف دون علم أردوغان، لذلك رأى الجميع أن الرئيس التركي يقف وراء المجموعة، وأن الجميع بدأ يطيعها. هكذا انتشرت مجموعة البجع، أولا عبر وسائل الإعلام، ثم الحزب والدولة، وأكثر فأكثر الآن من خلال المجتمع″.
 
وبدا أردوغان يشير إلى ثقته المستمرة في مجموعة البجع في صورة رسمية شملت المرتبطين بالمجموعة التي رافقت الرئيس في رحلة عودته من موسكو إلى تركيا الأسبوع الماضي.
 
ومن الأسماء البارزة التي ربطها إيريز بالمجموعة إليف شاهين، عضو المجلس الإداري لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، والأكاديمية فيليز غوندوز.
 
ويُنظر إلى هلال كابلان، وهي كاتبة عمود في جريدة صباح المؤيدة للحكومة بعدد هائل من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، على أنها لاعبة رئيسية في المجموعة، إلى جانب زوجها صهيب أوغوت وشقيق زوجها سلمان أوغوت.
 
وتعود ملكية جريدة صباح إلى مجموعة توركوفاز الإعلامية، التي يديرها سرحات البيرق شقيق بيرات البيرق وزير الخزانة والمالية وصهر الرئيس أردوغان.
 
ويقول إيريز إن عددا من الشخصيات البارزة على وسائل التواصل الاجتماعي التي لها تاريخ في دعم قضايا المعارضة، بمن فيها سركان إينشي ومراد سويدان وميرف تاسي، ترتبط أيضا بالمجموعة.
 
ويصف المجموعة بالوباء الاجتماعي، حيث خرجت عن المهمة الأصلية لها، والتي كانت تهدف إلى خلق وجود على وسائل التواصل الاجتماعي يفتقر إليه حزب العدالة والتنمية واستخدام هذا الوجود للإعلان عن أنشطة الحزب.
 
وقال إيريز “بعد أن غادرت، استمرت المجموعة في العمل هكذا لعدة أشهر إلى حين صدرت ملفات البجع″، في إشارة إلى الملفات المنشورة بشكل مجهول في أبريل 2016 والتي تشير إلى وجود خلافات بين أردوغان وأحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء آنذاك.

وأوضح “عمل مجموعة البجع استراتيجية وتكتيك ونمط من السلوك، والذين لا يمتثلون لها سرعان ما يجدون أنفسهم بعيدا عن مركز السلطة”.

ويعتقد إيريز أن خسائر حزب العدالة والتنمية في أربع مدن من أصل أكبر خمس مدن في تركيا في الانتخابات المحلية الأخيرة كانت نتيجة لهذه الاستراتيجية.

وقال “كان هناك دائما رد فعل ضد مجموعة البجع في قاعدة حزب العدالة والتنمية، على الرغم من أن هذا النقد لم يرتبط أبدا بأردوغان وكان يتم التعبير عنه دائما في هدوء. ولكن الآن تمت إثارته إلى حد لم يعد بالإمكان تجاهله”.

وبلغ النقد ذروته منذ انتخابات الحادي والثلاثين من مارس عندما رفضت المجموعة انتصار المعارضة في إسطنبول ودعت إلى إعادة فرز الأصوات وإعادة الانتخابات.

وبحسب ما ورد قامت مجموعة البجع بإنشاء حساب على تويتر يركز على الكشف عن التزوير المحتمل للانتخابات في إسطنبول. وكانت هلال كابلان أول من شارك في إعادة نشر تغريدات الحساب.

وقال إيريز “من الواضح أن هذه العصابة ليست جزءا من تنظيم حزب العدالة والتنمية أو الدولة أو الحكومة، لكنها تسللت إلى كل هذه المؤسسات فضلا عن وسائل الإعلام وتحاول التأثير على الأحداث وفقا لجدول أعمالها السري”.

وتفضل المجموعة إخفاء مصادر تمويلها، ما يعتبره إيريز مخططا لخداع المستثمرين وضعه حزب العدالة والتنمية خلال 17 عاما في السلطة، ويشمل شركات ومؤسسات خاصة لها روابط وثيقة بالحكومة، فضلا عن مؤسسات عامة ومستشفيات.