تلقى الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، خسارة موجعة خلال الإنتخابات البلديّة، لاسيّما بعد خسارته أمام مرشحي المعارضة، في أكبر المدن التركيّة مثل إسطنبول المدينة التي أطلقته إلى الحياة السياسيّة، بعد أن كان عمدة إسطنبول في فترة التسعينيّات.
 
إعتُبِرَت خسارة أردوغان لـِ العاصمة أنقرة ومدن رئيسيّة أخرى، ركلةً لمصداقيّته خصوصًا في مُعالجة المشكلات الإقتصاديّة، في الوقت الذي يواجه تراجع ثقة المُستثمرين العالميّين وانهيار اللّيرة التركيّة و الغلاء في الأسعار.
 
وهذه الأوضاع الإقتصاديّة جعلت المعارضة تعمل على الفوز في البلديّات الكبرى كـَ  إسطنبول، أنقرة، أضنة، مرسين وأنطاليا.
 
وبرزت مؤشّرات عديدة، لتراجع حزب العدالة والتنمية في معقله بـِ إسطنبول، خلال الفترة المُنصرمة وذلك بعد سيطرته الشاملة على مفاصل الدولة، وفوزه في كافّة المحطات الإنتخابيّة عام 2002.
 
 
وخسر الحزب خلال مرحلة حكمه، العديد من كوادره من جيل المؤسّسين الذين وجّهوا إنتقادات لاذعة لسياسات الحزب ورئيسه أردوغان، ممّا أدّى إلى حدوث أزمة شرخ مع جيل الشباب التركي الذي لم يُعاصر حالة البلاد قبل وصوله إلى الحكم، وهو جيل مُختلف المُتطلّبات عن الأجيال السابقة.
 
وساهمت حملات التطهير بعد الإنقلاب  في صفوف الجيش والموظفين المدنيّين، واعتقال العديد من السياسيّين والصحفيّين، إلى زيادة النقمة على أردوغان.
 
وتجنّب أردوغان، المتحالف مع حزب الحركة القوميّة التركي المُتشدّد، إستفزاز الأكراد خلال الحملة الإنتخابيّة، إلّا أنّ هذا التحالف كان كفيلاً بخسارة الصوت وقد امتنع حزب الشعوب الديمقراطيّة المُناصر للأكراد عن تقديم مرشّحين له في إسطنبول وأنقرة وغيرها من المدن الكبرى التي لا يتواجدُ فيها إلّا أقليّة كرديّة، وبالتالي ذهبت أصواتهم للمعارضة.
 
وتُشكّلُ هذه الإنتخابات بداية نهاية حقبة حزب أردوغان الإسلامي، لذلك سارع إلى إستدراك الأمور من خلال إعادة تنشيط النموّ الإقتصادي، والتعهد أن تهتمّ تركيا على الإقتصاد قبل الإنتخابات العامّة التي ستُنظم خلال عام 2023.
يُشار إلى أنّ مرشّح المعارضة أكرم إمام أوغلو، فاز بمقعد محافظ إسطنبول، أكبر المدن التركيّة وأهمّها إقتصاديًّا وسياسيًّا وإجتماعيًّا.