يُطلق على مرض أبو كعب النّكاف أيضاً، ويُعتبر أحد أنواع العدوى الفيروسية التي تُصيب الغُدة النكفيّة بشكلٍ أساسيّ، وتُعتبر الغدة النكفيّة إحدى الغدد اللعابية، وتوجد أسفل الأذنين وإلى الأمام منهما، وقد شاع ظهور مرض أبو كعب في الولايات المتحدة الأمريكية قديماً، ولكن أحدث اكتشاف اللقاح الخاص به تقدماً حقيقياً، فقلّت احتماليّة الإصابة به بشكل ملحوظ، وقُدّرت نسبة انخفاض الإصابة به إلى ما يُقارب 99%، وهذا يُعطي تصوّراً عن ضرورة أخذ المطعوم لمنع المعاناة منه.
والجدير بالذكر أنّ هذا الداء مُعدٍ، وغالباً ما يُصيب الأطفال، وعند تعرّض الشخص لهذا المرض فإنّ جهازه المناعيّ يُصبح قادراً على مواجهته في المستقبل في حال التعرّض إليه، ولذلك يمكن القول إنّ الإصابة بالنكاف مرة واحدة في الحياة تكون كفيلة بمنع الإصابة به مرة أخرى في أغلب الأحيان.
أعراض وعلامات مرض أبو كعب:
- أعراض تُشبه الإنفلونزا، مثل الحمّى، والتعب العامّ، والصداع، وآلام الجسم، وفقدان الشهية أو الغثيان.
- ألم وانتفاخ الغدة النكفية، ويُعدّ هذا العرض الأشهر لمرض النّكاف؛ إذ يُعاني المصاب من انتفاخ الخدّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا العرض يظهر في الغالب بعد مرور عدة أيام على الأعراض التي تُشبه الإنفلونزا.
- الشعور بالألم أثناء البلع، وصعوبة البلع.
- جفاف الفم.
- ألم المفاصل.
علاج مرض أبو كعب:
1- أخذ قسط كافٍ من الراحة عند الشعور بالتعب أو الإرهاق.
2- تناول خافضات الحرارة التي تُباع دون وصفة طبية مثل الأسيتامينوفين والآيبوبروفين.
3- وضع أكياس من الثلج على الغدد المنتفخة لتخفيف الانتفاخ.
4- الحرص على تناول كميات كبيرة من السوائل، لتجنّب الإصابة بالجفاف نتيجة المعاناة من الحرارة.
5- اختيار الأطعمة الطرية التي لا تتطلب المضغ بشكل كبير، وذلك لأنّ المضغ قد يتسبب بشعور المصاب بألم الغدد المنتفخة، ومن الأطعمة التي يُنصح بها اللبن والشوربة.
6- تجنب تناول المأكولات والمشروبات الحمضيّة لما قد تُسبّبه من ألم في الغدد اللعابيّة.
مضاعفات مرض أبو كعب:
1- فقدان السمع: تندر الحالات التي يتسبب بها مرض أبو كعب بفقدان السمع، ولكن في حال حدوث هذا النوع من المضاعفات فإنّه غالباً ما يكون دائماً، وقد يحدث في أحد الأذنين أو كليهما.
2- الإجهاض: قد تتسبّب الإصابة بالنّكاف بالإجهاض في حال اكتساب الأم الحامل العدوى أثناء حملها، وخاصة خلال الأشهر الأولى، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الأمر غير مُثبتٍ إلى الآن.
3- الالتهابات: غالباً ما يتسبب النكاف بحدوث التهابات وانتفاخات في بعض أجزاء الجسم، ومنها ما يلي:
الخصيتين: قد يؤدي مرض أبو كعب إلى التهاب إحدى الخصيتَين أو كليهما، فيُعاني المصاب من ألمٍ فيهما، ويحدث ذلك في الحالات التي يكون فيها المصاب قد وصل سنّ البلوغ، وتجدر الإشارة إلى أنّ تأثير هذا الالتهاب في خصوبة الرجل يكاد يكون معدوماً.
البنكرياس: ويتمثّل التهاب البنكرياس بشعور المصاب بألم في الجزء العلويّ من البطن، ومعاناته من الغثيان والتقيؤ. المبايض والأثداء: قد تُعاني الفتيات اللاتي وصلن سنّ البوغ من التهاب في الأثداءء أو المبايض، ولكن غالباً لا يؤثر هذا الأمر في خصوبة الفتاة وقدرتها على الإنجاب.
الدماغ: قد يؤدي مرض أبو كعب إلى التهاب الدماغ ممّا يترتب على ذلك ظهور أعراض عصبية قد تكون مُهدّدة لحياة المصاب.
التهاب السحايا: ويمكن تعريفه على أنّه التهاب الأغشية والسوائل التي تُحيط الدماغ والحبل الشوكيّ ويحدث هذا النوع من الالتهابات في حال وصول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزيّ عبر الدم.
الوقاية من مرض أبو كعب
يمكن الوقاية من خطر الإصابة بمرض أبو كعب بأخذ المطعوم المُخصّص لهذا الغرض، وإنّ كثيراً من الرضّع والأطفال يأخذون مطعوم مرض أبو كعب ضمن اللقاح الثلاثيّ والمعروف بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وبغض النظر عن الطريقة التي يُعطى فيها المطعوم، فإنّ اللقاح المخصص لمرض أبو كعب يجب أن يُعطى في المرة الأولى في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 12 و15 شهراً، وفي المرة الثانية خلال الفترة العمرية التي تتراوح ما بين أربع وست سنوات، ومن الجدير بالذكر أنّ فعالية المطعوم تتأثّر بعدد الجرعات المعطاة، إذ إنّ أخذ جرعة واحدة يتسبب بخفض احتمالية التعرّض للنكاف لما يقارب 78%، في حين أنّ الجرعتين قادرتان على خفض الإصابة به بما يُقارب 88%.