الأميرة ريما بنت بندر تجسّد النقلة النوعية في أوضاع المرأة السعودية من بوابة العمل الدبلوماسي.
 
تحوّلت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، باختيارها لتكون أوّل امرأة سعودية تشغل منصب سفيرة، من شاهدة على النقلة النوعية السريعة الجارية في أوضاع المرأة ببلادها، ومن داعمة لتحقيق تلك النقلة من خلال أنشطتها في الحقلين الرياضي والاجتماعي، إلى رمز مجسّد لأكبر تحوّل في أوضاع المرأة في السعودية ضمن حزمة أشمل من الإصلاحات تشهدها المملكة، ولم تستثن الجانبين الاجتماعي والديني اللذين لطالما ألقيا بظلال قيمهما الصارمة على العلاقات الاجتماعية والأسرية، وعلى تحديد دور المرأة في الأسرة والمجتمع.
 
وجاءت رمزية حصول الأميرة ريما على هذا المنصب الرفيع مضاعفة، حينما قضى أمر التعيين بأن تكون بمرتبة وزير على رأس سفارة المملكة لدى أهم وأكبر حليف للسعودية؛ الولايات المتحدة الأميركية، حيث ستشارك الأميرة الشابّة في إدارة العلاقة مع ذلك الحليف بما تتضمّنه من ملفات شائكة وما تنطوي عليه من مصالح كبيرة، وما يشوبها بين حين وآخر من إشكالات واختلافات في الرأي.
 
وكان لافتا أن التعيين صدر عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بصفته نائبا للملك، حيث يحضر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ بمصر.
ورأى محلّلون سياسيون أن تعيين الأميرة ريما سفيرة للسعودية في واشنطن، يعكس حرصا من القيادة السعودية على تذكير الغرب بعمق الإجراءات الإصلاحية في البلاد، وأن هذه الإصلاحات هي المستهدف الأكبر في عملية تشويه الصورة التي رافقت أزمة مقتل خاشقجي.
 
وقد جاء التعيين بقرار من الأمير محمد بن سلمان ليكون تأكيدا شخصيا منه أن لا شيء سيعيق عملية الإصلاح العميقة التي تحتل المرأة فيها جزءا محوريا.
 
وسيتاح للأميرة ريما من خلال هذا المنصب استكمال مسيرة من العمل الدبلوماسي المُحكم الذي اضطلع به عدّة سفراء قبلها كلّهم من الرجال، من بينهم والدها الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية في الولايات المتحدة بين سنتي 1983 و2005، وأحدثهم الأمير خالد بن سلمان الذي أسند له منصب نائب لوزير الدفاع.
 
وستستند الأميرة ريما في القيام بأعباء منصبها بالغ الأهمية، إضافة إلى الخلفية السياسية والدبلوملسية لأسرتها، بخلفيتها الثقافية الغربية، إذ أنّها حاصلة على بكالوريوس الآداب من كلية مونت فيرون بجامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية.
وأثناء صعودها التدريجي لتسنّم منصبها الدبلوماسي الرفيع، عملت الأميرة ريما بنت بندر كمستشارة في مكتب ولي العهد، كما عملت كوكيلة للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة.
 
كما سبق لها أن أصبحت أول امرأة سعودية تقود اتحادا متعدد الرياضات في المملكة، من خلال منصبها كرئيسة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية.
 
ويُذكر ضمن سجلّ إنجازات الأميرة ريما عملها إلى جانب وزارة التعليم لتأسيس التعليم الرياضي للفتيات في المدارس، ومشاركة النساء في العديد من المنافسات الرياضية.
 
كما كان للأميرة ريما دور كبير في الالتفات والتوعية بمشكلة صحية كبيرة وهي سرطان الثدي.
 
وقد سبق لها العمل في منصب الرئيس التنفيذي لشركة ألفا إنترناشونال هارفي نيكلز، حيث دخلت ضمن قائمة مجلة فاست كومباني الأميركية للأشخاص الأكثر إبداعا عام 2014. كما سبق أن تمّ اختيارها لتكون ضمن قائمة مجلة فوربس الشرق الأوسط لأقوى 200 امرأة عربية.