السيّد جمال الدين:نعم، بعض الجهّات المستفيدة والتي تعرّفنا على نواياها ومن أهمّها إيقاع الفتنة وإحداث القطيعة بين الأصدقاء أو بين المذاهب أو أتباع المذهب الواحد
 
تُخيّمُ رائحة الموت ولونها الشاحب الأسود المقيت، على بعض المجتمعات العربيّة المتهلهلة، التي يُمارَسُ فيها أوحش أنواع القتل على أهل الأدب والفكر السياسيّ، وآخرها إغتيال الروائي العراقي، علاء مشذوب.
 
تقاطعت العديد من الروايات حول الطريقة التي إغتيل فيها الراحل وأسبابها والجهة التي تقفُ وراء هذه الجريمة النكراء، في وطنٍ فرضت الإغتيالات نفسها على الواقع المحلّي.
 
وإنشغلت الصحف ومواقع التواصل الإجتماعيّ، طوال الأيّام الأخيرة بهذه الجريمة التي طالت قامة أدبيّة لها ثقلها وواقعها، ورجّح الناشطون إلى أنّ أسباب الإغتيال تعودُ إلى تدويناته الناقدة للمؤسّسة الدينيّة في كربلاء إن كان عبر صفحته الخاصّة على موقع "فايسبوك" أوّ في كتاباته الأخيرة التي تعامل مع العديد من الأسماء الواردة فيها بواقعيّة، خصوصًا وأنّ أصابع القتل هي "كربلائيّة".
 
وفي إتصالٍ هاتفيٍّ لـِ موقع "لبنان الجديد"، مع السيّد مهنّد جمال الدين، الذي رأى أنّ العمليّة أزهقت الأرواح لاسيّما وأنّ قتل الناس مرفوض شرعًا وقانونًا وأعرافًا مهما كانت أسبابه وخلفيّاته.
 
 
وقال السيّد جمال الدين:"الأمر أكبر بكثير من مجرّد إغتيال لـِ شخصٍ أوّ لـِ مجموعةٍ، إذ غالبًا ما تكون الأهداف أكبر من عمليّة القتل، وفي كلّ جريمة لابدّ لنا من السؤال عن المستفيد من تنفيذها".
 
ولدى سؤالنا له عن الجهة المستفيدة من هذه الجريمة، أجاب السيّد جمال الدين:" لا أظنّ أنّ من وجّه إليهم المقتول كلامه وإنتقدهم سواء كانت إيران الإسلاميّة أوّ الجهّة العراقيّة السياسيّة تفيد من قتله"، مُعلّلًا "أنّ الساحة العراقيّة وغيرها تعجّ بالمقالات الشاتمة والمنتقدة وبلغات شتى، ومع ذلك لم نرَ ردّة الفعل تصلُ إلى مرحلة القتل".
 
وتابع السيّد جمال الدين:"نعم، بعض الجهّات المستفيدة والتي تعرّفنا على نواياها ومن أهمّها إيقاع الفتنة وإحداث القطيعة بين الأصدقاء أو بين المذاهب أو أتباع المذهب الواحد".
 
واعتبر جمال الدين، أنّ الهدف وراء هذه الجريمة هو إبقاء العراق وأهله ضعفاء وممزّقين وليكون بعيدًا عن دعم من يُريد مساعدته وإنتشاله من واقعه الذي يعيش فيه، قائلًا:"المقالة التي نُسِبَت إلى المقتول وجد الآخر بها ضالته، بل وجدها غنيمة ليُحقّق أهدافه، وإنّي وإن كنتُ لم أتحقّق ثبوتها للمقتول، فقد اطلعت عليها بعد مقتله، ووارد جدًّا أنها كُتِبت بعد إغتياله".
 
 في ختام المقابلة، تمنّى السيّد جمال الدين، أن يتمّ التعامل مع الجريمة قانونيًّا، وأن يُنظر لها بعينٍ موضوعيّة تبتعدُ عن التشنّج وإثارة الفتنة والنعرات القوميّة وغيرها.
 
يُشارُ إلى أنّ الدكتور علاء مشذوب من مواليد 1968، تخرّج من كليّة الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1992-1993 وهو حاصل على ماجستير فنون جميلة عام 2008- 2009 وعلى دكتوراه فنون جميلة عام 2013-2014.
 
زاول نشاطه الصحافي والأدبي، عندما كان يُراسل جريدة "الراصد" عام 1987، ولم ينشط في السرديّات والبحوث إلّا بعد عام 2003 حيث عاد من جديد ليزاول نشاطه الثقافي والمدني، وبدأ يكتب في الصحف العراقيّة الجديدة "الصباح" و"الزمان" و"المدى" و"الصباح الجديد" و"الاتحاد".
 
وإشتهر مشذوب، بكتاباته التي تنتقد التدخلات الخارجيّة في شؤون البلاد، كما إنتقد الدور السلبي الذي يؤدّيه بعض رجال الدين على مدى السنوات المُنصرمة.
 
وهُنا نطرحُ في الختام، لماذا نجد الموالين لإيران يُوفّر لهم حمايات مسلّحة وأرتال من المصفّحات لهم، في حين يُراد من المعارضين لـِ هيمنة إيران أن يقفون ضدّ تغوّلها.. ليُسهّل تصفيتهم ؟؟