ترتبط تحولات الواقع الديني في العالم العربي بإشكاليات الهوية والعدالة والحرية في ظل الاستبداد السياسي، ما يجعل الدين مؤسِّسَا ومؤسَّسَا بالسياسي والاجتماعي.

وقد ركزت أغلبية الدراسات على تفسير ظاهرة تصاعد الخطاب الديني وتياراته باستحضار العوامل الجيوبوليتيكية، بينما ركزت الدراسات السوسيولوجية على بحث فعل هذه التيارات الاجتماعي وعنفها السياسي، بردّهما إلى معارك بين الأطراف السياسية الفاعلة في علاقاتها بالسلطة، من دون تناول المعرفة التي يستخدمها الفاعلون وينتجونها، داخل تلك الجماعات ومع جمهور أكبر، من خلال خطب الجمعة والدروس الدينية والفتاوى.

تتناول هذه الورشة سوسيولوجيا علاقة الدين بالمجتمع، من خلال دراسة ظاهرة التدين الفردي في فئة الشباب، وموضوعات الجدل المجتمعي حول علاقة الديني بالاجتماعي وبالسياسي، وموانع انخراط الأشكال التقليدية للدراسات الدينية من شريعة وحديث وتفسير وفقه بشكل كاف مع العلوم الاجتماعية والإنسانية، والتكوينات المساهمة في التجديد الإسلامي بعد الانتفاضات العربية، وإسلام السوق، وتحولات الحركات الإسلامية.