أعلن مكتب المفتش العام الأميركي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، أن قدرة قوات الدفاع الأفغانية المنهكة تضاءلت إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، في وقت تتواصل المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" حول انسحاب محتمل للقوات الأجنبية.
 
وتتمحور المحادثات، المقرر استئنافها في الدوحة في 25 شباط المقبل، حول إبرام هدنة محتملة وانسحاب آلاف الجنود التابعين لقوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة. وتبقى عراقيل قبل أن يصبح ذلك الأمر ممكناً، علماً أن من شأن الانسحاب النهائي تكثيف الضغوط على القوات الأفغانية.
وأفاد التقرير الفصلي الأخير للمكتب بأن السيطرة على الأراضي والسكان في أفغانستان "زاد التنافس عليها إلى حد ما، وتواصل تراجع سيطرة الحكومة الأفغانية أو نفوذها". وأضاف أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو نفوذها قُدرت بنسبة 53.8 في المئة من مساحة البلاد، فيما بلغت نسبة السكان الخاضعين لسيطرة الحكومة 63.5 في المئة حتى تشرين الأول 2018. وتسيطر "طالبان" على بقية البلاد.
 
ولم تتمكّن الحركة من الاستيلاء على أي مدينة رئيسة في أفغانستان، لكنها كثفت ضغوطها في المناطق الريفية وباتت الآن أقوى من أي وقت، منذ إطاحتها خلال الغزو الأميركي أواخر العام 2001.
 
واستشهد المكتب بتقرير أعدّته القوات الأميركية وكابول، يفيد بتقلّص عدد أفراد قوة الدفاع الوطني الأفغانية وقوات الأمن، ليبلغ 308693 جندياً، أو ما يعادل 87.7 في المئة من حجمها الأساسي، وهذا أدنى مستوى لها منذ إطلاق عملية "الأطلسي" لتدريب الأفغان وتقديم المشورة والمساعدة لهم، في كانون الثاني 2015.
 
ولم يفصّل التقرير الأسباب التي أدت إلى تراجع الأعداد، كما لا تنشر الحكومة الأفغانية أعداد الضحايا. لكن محللين أمنيين يلفتون الى أن مساعي إعادة تجنيد الهاربين والغياب غير المصرّح به، ما زالت تمثل مشكلات رئيسة.
 
وأعلن الرئيس أشرف غني في سويسرا الأسبوع الماضي مقتل 45 ألفاً من أفراد قوات الأمن الأفغانية، منذ تولى منصبه عام 2014، وهذا رقم ذكر محللون أنه يساهم في تفسير مشكلة تدهور المعنويات. وتابع التقرير: "هذا الرقم يشير إلى أن خلال نحو 53 شهراً، كان يُقتل حوالى 849 من أفراد الأمن الأفغان شهرياً في المتوسط".
 
ونشر مكتب المفتش الأميركي أيضاً أرقاماً تفيد بأن تجنيد النساء واستمرارهنّ في قوات الدفاع والأمن الوطنيين، يمثل تحدياً كبيراً. واستشهد بمعلومات كشفتها القوات الأميركية وكابول، تفيد بأن القوات الأفغانية تضمّ 4735 امرأة، يشكّلن أقلّ من 2 في المئة من إجمالي عدد القوات الحالية.
 
ولدى الولايات المتحدة حوالى 14 ألف جندي في أفغانستان، في إطار قوة الدعم الحازم بقيادة "الأطلسي" وجهود منفصلة لمكافحة الإرهاب، موجهة في شكل كبير إلى جماعات مثل تنظيمَي "القاعدة" و"داعش". كما يشارك في القوة حوالى 8 آلاف جندي من 38 دولة أخرى.