اشار ​الرئيس ميشال عون​ الى انه مع بداية العام الذي نأمل أن يحمل معه الخير والسلام، يسرني أن استقبلكم متقدماً منكم ومن دولكم وشعوبكم وعائلاتكم بأطيب التمنيات كما اشكركم على الكلمة التي وجهها باسمكم عميد السلك الدبلوماسي المونسنيور سبيتيري وبما فيها من دراية كبيرة ب​لبنان​ وتقدير نعتز به. واوضح انه "منذ حوالي سبعة عشر عاماً انطلقت حرب دولية تحت شعار محاربة ​الإرهاب​ وإرساء الديمقراطية والحرية، تأثرت بشعاراتها بعض شعوب منطقتنا فانخرطت فيها بشكل أو بآخر. وعلى مدى سنوات اتسّعت هذه الحرب مشعلةً دولاً عديدة في ​الشرق الأوسط​ مفجّرة إياها من الداخل ومرسلة شظاياها في كل اتجاه، اليوم، يحق للشعوب التي دفعت الأثمان، بأن تسأل: هل أزهر الربيع في مجتمعاتنا وأوطاننا؟ هل صار العالم أكثر عدالة وأكثر حرية؟ للأسف لقد نما الإرهاب، وتوسّع وتمدّد نشاطه ليشمل القارات الخمس.

ولفت عون خلال كلمة له خلال استقباله أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في لبنان للتهنئة بمناسبة الأعياد المجيدة في ​قصر بعبدا​، الى ان "التداعيات السلبية ل​زلزال​ الحروب المتنقّلة، أصابت دولاً عدة، فبالإضافة الى أعداد الضحايا والمعوقين والمشردين هناك مجتمعات تفككت داخل الوطن الواحد وضُرب التعايش بين مجموعات بشرية سبق أن كانت تعيش معاً وبرز جو من التباعد والكراهية وشروخ قاسية يصعب ترميمها في المدى المنظور، اضاف العدالة الموعودة، والحرية المنشودة، فأين نبحث عنهما؟ هل في ضياع ​القدس​؟ أم في صفقة القرن التي ستسرق من الفلسطينيين أرضهم وهويتهم؟ أم في مخيمات النازحين السورين التي يسعى العالم لإبقائهم فيها؟ أم في التهجير الجديد لمجموعات بشرية والتحويل الديمغرافي؟ أم في لبنان الذي يجاهد للمحافظة على علة وجوده؟ أم في شعوب يُقرَّر عنها مصيرها ومستقبلها؟ لماذا كل ذلك؟ ومن أجل ماذا؟ يحق للشعوب التي تدفع الأثمان أن تسأل؟

واوضح الرئيس عون إن لبنان من الدول التي حملت ولما تزل أثقل الأعباء من تداعيات حروب الجوار وتدفق ​النازحين السوريين​. صحيح تمكنا من تحرير أرضنا من الإرهاب وقضينا على معظم خلاياه النائمة وضبطنا ​الأمن​ لكن أزمة النزوح لا تزال تلقي بثقلها من كل النواحي، اقتصادياً وامنياً واجتماعياً وتربوياً واستشفائياً، واشار الى إن مساحة وطننا وبناه التحتية وموارده المحدودة عاجزة عن تحمل هذه ​الزيادة السكانية​ التي باتت تهدّد مجتمعنا. فلبنان بلد هجرة وليس بلد استيطان ولا هو سوق مفتوحة للعمل، وأبناؤه المنتشرون في كل أصقاع الأرض هاجروا بحثاً عن فرص أفضل. أضف الى ذلك الظروف القاسية التي يعيشها النازحون في المخيمات، بينما يمكنهم العودة الى وطنهم والعيش فيه بكرامة والمساهمة في ورشة إعادة اعماره خصوصاً بعدما انحسرت الحرب وعادت ​الحياة​ الى طبيعتها في معظم مدنه.