تحت عنوان زياد مع هشام.. كان زياد، كتب نسيم ضناوي في "سفير الشمال": سأسألكم سؤالا، وما تجاوبوني عليه أنا بجاوب عنكم: أنتم تشاهدون زياد الرحباني لتضحكون، أم تضحكون لتشاهدوا زياد الرحباني؟
 
 
نجح هشام حداد في حلقة برنامج لهون وبس بأن يستضيف أصعب شخصيات الفن الذي استعصى على كثير ممن استضافه سابقا. وهذا النجاح هو بسبب أن هشام حداد أو معدي برنامجه، استطاعوا أن يتركوا زياد الرحباني على طبيعته، ويستلو من عمق زياد ما عجز غيرهم أن يستله ونجحوا في تسميرنا طيلة فترة البرنامج أمام الشاشة لكي ننجح في الغوص في عمق القضايا الوطنية والفنية والاجتماعية التي طرحت مع ذلك العبثي مظهرا المنطقي جوهرا، ذلك المستشرف للمستقبل بعين الفن والناقد للفن بعين المستقبل.
 
مهما اختلفت مع ابن عاصي في توجهاتك وخلفياتك الثقافية فإنك لا تستطيع أن لا تحترم فكره وفنه. وقد يكون الوحيد الفوضوي المنظم، والنخبوي الشعبي، والفيلسوف التفصيلي، حالة وشخصية لا تقلد ولا تقيد.
 
عاد زياد الرحباني فأكد لنا أن المسيحيين ما زالوا يخافون من "المحمودات" وبوحشنة. وأن نزل السرور أصبح بلدا كاملا، وقد حقق الاكتفاء الذاتي من صناعة الجنون ليصدر إلى “عصفوريات” العالم ويشارك في صناعة فيلم كسنجري أميركي طويل وفوضى خلاقة و”ترامبية” عالمية.
 
عاد فأكد لنا أن ثريا طورت عملها فأصبحت فنانة استعراضية متكاملة تغني وتمثل وترقص وترسم وتلحن وتعزف الموسيقى، أصبحت تمارس الفنون السبعة لكي تسوق لنفسها وترفع من قيمة بيعها للهوى "بأكل الهوا" لنسأل أنفسنا معه بالنسبة لبكرا شو؟ وحتى لنسأل في بكرا أصلا طالما ان الصهر مسند الضهر وان التجار والساسة والمثقفين عاملين بلوف علينا؟
 
عاد فأكد لنا أن المصاري قشطت لحالا وأنها "اشترت الأديان والانسان والعدالة الاجتماعية واليمين واليسار وكل القيم والعقائد والايديولوجيات".
 
عاد فأكد لنا أن "لبنان شي بس فاشل من بدء التأسيس الى الصيغة وأن النموذج الوهابي (وئام وهاب) المتلطي في الاصطفافات الطائفية والمذهبية والمحاور الاقليمية والتناقضات الدولية هو دمار شامل للوطن اللبناني".
 
لاول مرة نتابع برنامج "لهون وبس" من الجلدة للجلدة، لنشاهد زياد وصراحته النقدية حتى لنفسه، لنشاهد من نضحك لنشاهده ولا نشاهده لنضحك ذلك أن ما يقوله يدخلك في متاهة المضحك المبكي، ويحتاج منك إلى التركيز في فحواه وإدراك محتواه.