كان من الأفضل أن ينأوا بأنفسهم عن حضور العرس الغنائي في المملكة السعودية، في حين ما زال المأتم قائماً في لبنان
 

لم يتوقّع اللبنانيون أن يُشاهدوا صبيحة هذا اليوم الصورة الدرامية المُستهجنة على شاشة التلفزيون، وهي تجمع عدداً من اللبنانيين: رؤساء جمهورية سابقين، وزراء ونواب ومسؤولين وإعلاميّين وفنّانين، مدعُوّين إلى حضور حفل السيدة ماجدة الرومي الغنائي في محافظة العُلا في المملكة العربية السعودية، ينتظرون نقلهم جوّاً بواسطة طائرات خاصّة.

كان من الممكن أن تكون هذه "المظاهرة" الفنّية اللبنانية من الأمور العادية جدّاً، لا تنال من كرامة أحد ولا تخدش شعور أحد، لو بات اللبنانيون - على أبواب السّنة الجديدة - ينعمون بحكومة فاعلة ومجلس نيابي كفُؤ، ومسؤولين على قدر المسؤولية في مكافحة الفساد، وتفعيل الإدارة العامّة، وتنظيف البيئة، وإطفاء الدين العام، ونقل البلد إلى حالٍ من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، لكن، ومع ازدياد النقمة الشعبية على أحوال العباد الاقتصادية عبر الخروج للشارع، وانتظار الفرج على أحرّ من الجمر بولادة حكومة جديدة، كان من الأفضل والأجدى أن لا تُستفز مشاعر اللبنانيين بمظاهرة "مُعيبة" كالتي شهدناها هذا الصباح العابق بالخيبات، يتقدّمها رجال سياسة طالما أمعنوا في نهب المال العام، وتسبّبوا في ما هم عليه اللبنانيون من ضيقٍ وعوز في هذه الأيام الغبراء.

كان من الأفضل أن ينأوا بأنفسهم عن حضور العرس الغنائي في المملكة السعودية، في حين ما زال المأتم قائماً في لبنان.