كتبت صحيفة "الجمهورية": "بلغت ماريان عامها السابع وما زالت ترتعب من رؤية بابا نويل، ولا تهدأ إلّا بعد مغادرة مكان تواجده؛ أمّا أختها التوأم فتفرح كثيراً عند رؤيته، ما يسبّب ارتباكاً ليلة العيد لأفراد العائلة. وتحاول الوالدة منذ عام ماريان الثاني إجبارَها على التقرب من بابا نويل، بينما يرى والدها بأنّ من الأفضل تركها على راحتها إلى حين تتقبّل وجوده.

لماذا يخاف بعض الأطفال من بابا نويل؟ هل يعتقدون فعلاً بوجوده؟ متى يعرفون أنّه شخصية غير حقيقية؟ ولماذا يتمسّك الأهل بحضوره؟ إلى ماذا يرمز؟ وهل له دور إيجابي في نموّ الأطفال وفي فرحة العيد؟

بابا نويل كذبة جميلة وواعدة، مغلّفة بالسحر والألغاز، تساهم في نموّ وتطور الأطفال، وعند تخطيهم مرحلة الطفولة، ينتقلون إلى مرحلة الواقع العملي والمنطق بالنسبة له.

صحيح أنّنا نربّي أولادنا على الصدق وقول الحقيقة، إلّا أنّنا لا نلتزم بذلك في ما يخصّ بابا نويل، ونحن هنا لا نسعى إلى أن نكون مثلاً سيّئاً لهم، أو الى فقدان ثقتهم بكلامنا، بل الهدف من دفع الأطفال إلى الإعتقاد بوجوده يساهم في نموّ انتمائهم للمجتمع وتقاليده، للعادات المتعلقة به، فيصبحون جزءاً منها فيما بعد؛ كما نساهم بذلك في تطوير مخيلة الأطفال والتصور لديهم، ما يشبه رواية ما قبل النوم حيث يتخيّلون صور الشخصيات والأحداث.

في الميلاد نعرّف أولادنا على تقاليد وعادات المجتمع الذي ننتمي إليه فنزيّن شجرة العيد، نتبادل الهدايا، يزورنا بابا نويل، نحتفل على المائدة بالأصناف المميّزة، نتبادل الزيارات والتهاني، وننمّي لدى صغارنا الإنتماء للمجموعة من خلال هذه النشاطات. ونرى هنا اختلافاً في الزينة وطقوس العيد أثناء التحضيرات والإحتفالات بين مجتمع وآخر".