توصلت دراسة جديدة أنّ الآلاف من النساء يفارقن الحياة «دون داعٍ» بسبب النوبات القلبية لأنهن يتلقين رعاية صحية أسوأ من الرجال.
 
ووجدت الدراسة أنّ العديد من الناس، الأطباء والمرضى على حد سواء، يفترضون أنّ أمراض القلب هي مشكلة ذكورية، في حين أنّ النساء هنّ أكثر عرضة لعوارض النوبات القلبية أو أشكال أقل حدّة من الأمراض مثل عسر الهضم أو آلام العضلات، والتأخير في طلب المساعدة. وحتى عندما يصلن إلى المستشفى، فغالباً ما يخطئ الأطباء في تشخيص المشكلة، ما يعني أنّ النساء يواجهن ضعف احتمال الإصابة بنوبة قلبية في البداية.
 
وهذا في حدّ ذاته يمكن أن يكون قاتلاً، لأنه كل دقيقة من تأخير العلاج تقلل فرص البقاء على قيد الحياة. ووجدت الدراسة أنه حتى عندما يتمّ تشخيص الإصابة بنوبة قلبية، فإنّ النساء أقل احتمالاً للحصول على فحوصات وتدخلات منقذة للحياة، فضلاً عن عدم حصولهن على الأدوية الحيوية أو التمكّن من الوصول إلى برامج إعادة التأهيل.
 
وتوصل فريق البروفيسور كريس غيل، الاستشاري في أمراض القلب في جامعة ليدز، والمشرف على الدراسة إلى أنّ النساء أكثر عرضةً بمرتين من الرجال للوفاة في غضون شهر من الإصابة بنوبة قلبية، لكنهن قد يبقين على قيد الحياة في حال تلقي مستوى العلاج نفسه الذي يتلقاه الرجال.
 
وتتبّعت الدراسة 690 ألف شخص تمّ علاجُهم في مستشفيات هيئة الخدمات الصحية في بريطانيا، بعد تعرّضهم لأزمة قلبية بين عامي 2003 و2013. وحلّل الفريق 13 جانباً من علاج كل مريض، بما في ذلك عمليات المسح والأدوية وإعادة التأهيل التي توصي بها الإرشادات الدولية بعد الإصابة بالأزمات القلبية.
 
والملفت في الموضوع أنّ الرجال كانوا أكثرَ عرضة لتلقّي العلاج الصحي بشكل أسرع. وأوضحت الدراسة أنّ النساء كنّ أقلّ عرضة بنسبة 34 في المئة من الرجال للحصول على تصوير للأوعية في غضون 72 ساعة من ظهور العوارض الأولى. وفي حال تشخيص انسداد في القلب، فإنه لا يتمّ اتّخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة الجلطة إلّا بعد 46 دقيقة، مقارنةً بـ44 دقيقة للرجال. وقال البروفيسور غيل: «قد لا يبدو التأخير لمدة دقيقتين أمراً مهماً، لكنّ الدقيقتين قد تُحدثان فارقاً كبيراً عندما نتحدّث عن الشفاء من أزمة قلبية».