قبل أشهر قليلة أثارت لعبة "الحوت الأزرق" الشهيرة ضجه كبيرة في العالم العربي، وأدمنها كثيرون من فئة المراهقين الذين دفعت بعضهم للانتحار، وما أن أنتهى الحديث عنها لتطل لعبة جديدة على العالم العربي والمصري، Player Unknown’s Battle Grounds التي تعرف باسم PUBG، أُنشأت من قبل شركة كورية، لكنها في هذه المرة لعبة من نوع خاص تدفع لاعبيها نحو العنف أو التفكك الأسري، والمستهدفين من جميع الفئات العمرية فمنهم من تجاوز الـ50 عامًا.
 
خلال الساعات الماضية كان الخبر الأبرز الذي ذكرته الصحف المصراية وتداوله مواقع التواصل الاجتماعي، هو مقتل معلمة مادة الكيمياء "هانم. م"، 59 سنة، طعنًا بسكين، على يد طالب في الصف الأول الثانوي، أثناء تلقيه درسا خصوصيا داخل منزلها في منطقة ميامي بالإسكندرية، بعدما تولدت لديه فكرة القتل من لعبة "PUBG " الإلكترونية على الإنترنت.
 
"لعبة "PUBG" الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق وغيرهم من الألعاب الالكترونية التي تؤثر سلبًا على مُدمنيها"، هكذا حذَّرت الدكتورة إيمان عبد الله أخصائية الطب النفسي، متابعة لـ"مصراوي": "قد تحول من يمارسها باستمرار لمدة 21 يومًا على الأقل إلى وحش مريض بالاكتئاب يودي بحياة العديد، لأن عقله يصبح مبرمجا عليها تلقائيًا ويحولها لعادة مُرسخه عميقة داخل ذاته، وبالتالي بعد تلك الفترة يصبح خاضع لأي تأثير سلبي ناتج عنها ودون أي وعي منه".
 
وتابعت: "تجذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة وتطبقه مع أشخاص حقيقيين تحت مظلة البقاء للأقوى، كما تدفع الأشخاص الذين يعانون من الضغط المهني وكثرة المسؤوليات للهروب إليها وتفريغ طاقتهم فيها من خلال الإفراط من ممارستها والرغبة في معرفة كل ما هو جديد وتجاوز جميع المراحل فيها".
 
"اللي بيجربها مبيخرجش منها سليم".. هكذا أعربت أخصائية الطب النفسي عن خطورة الإفراط من لعبة PUBG، موضحة أن تلك اللعبة على الأخص قد تفتعل المشاكل الأسرية، والمشاكل العاطفية مع شريك الحياة نتيجة انشغال أحد الأطراف بشكل مبالغ فيه عن الطرف الآخر، وتسهم في تقلل قدرات الفرد وتجاهل مسؤولياته اليومية وشعوره بالضيق والعصبية وعلى المدى الطويل تسبب في انعزاله عن الواقع".