لا يكاد المشهد الضبابي الداخلي الذي يشهده اللبنانيون ينجلي حتى يعود ويضعهم أمام أفق غامض.

فما إن تتصاعد الإيجابيات، حتى نعود وننزلق إلى المربع الأول، وكأننا نلعب لعبة السلم والمنزلق، حيث ما إن يصل اللاعب إلى أعلى السلم حتى ينحدر إلى الأسفل.

ففي غياب الظروف المؤاتية لتحديد المسؤوليات وإيجاد الحلول، ما زالت تتفاقم الأزمات التي تلقي بحبالها حول أعناق اللبنانيين، وإذ بها تكبّل صنع القرار.

في ظل انسداد الحلول، وغياب خطوط تقارب بين اللاعبين السياسيين، يمكننا استخدام مصطلح الـ(asymptote) الذي يستعمل في الرياضيات لتوصيف الواقع السياسي الذي نعيشه بحيث لا نستطيع أن نلمس أية ملامح لحلول في القريب العاجل.

هذه الاستعارة سبق للفيلسوف إنجلز أن استعملها لتوصيف الواقع الاجتماعي بحيث أشار إلى أن فهم الواقع الاجتماعي مسألة معقدة، فبإمكان المحلل أن يقترب من فهم موضوعي للواقع كما تقترب خطوط التقارب من المنحنى من دون أن تصل إليه أبدًا.

ويبقى السؤال: ما مصير الملفات المتعلقة بمطالب المواطنين الملحة؟ هل هو أشبه بخطوط التقارب؟ (Asymptotes).

(رنا فرح)