تستثمر شركات تكنولوجية عدة في تطوير برامج خاصة بالسيارات ذاتية القيادة القائمة على الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها أكثرَ فهماً لتحليل سلوك البشر في محيطها.
ظهرت في الفترة الأخيرة برمجيات خاصة كثيرة بالسيارات تستند بمفهومها على الذكاء الإصطناعي، أبرزها برمجية تمنح سيارات ذاتية القيادة القدرة على فهم حالة الأشخاص الذين يقابلونها أثناء سيرها على الطريق مثل المشاة وراكبي الدراجات، لتصبح بوسعها التنبُّؤ بالخطوات التالية التي سوف يقدِمون عليها.
 
وهذه التقنية تُعتبر حلّاً لإحدى أكبر العقبات التي تواجه سيارات ذاتية القيادة، والتي تتمثّل في عدم القدرة على تفسير الإشارات البصرية الحاسمة بشأن السلوك البشري، والتي يمكن للسائقين معالجتُها بسهولة ومن دون عناء، ما سيؤدي إلى إنتاج مركبات ذاتية القيادة بمستويات فهم تُقارب المستويات البشرية، كما يخلق تجربة قيادة أكثرَ أماناً وسلاسة.
 
طريقة العمل
 
تأخذ التقنية الجديدة بيانات أجهزة الإستشعار المثبتة في السيارات، وهي عبارة عن مستشعرات ورادارات وكاميرات، تُظهر تفاعلات الأشخاص في محيط السيارة، وتستخدمها في تدريب نماذج تقنية للتعلّم المتعمّق، تعمل على تفسير نوايا الإنسان بالطريقة نفسها التي يفعلها البشر.
 
ومن شأن هذه التقنيات أن تمنح الآلات حدساً غيرَ مسبوق يشبه حدسَ الإنسان ويساعدها في إصدار أحكام سريعة إستناداً إلى النوايا المحتملة وإلى مستوى وعي الناس في الشارع.
 
وعلى سبيل المثال، إذا بدأ أحد المشاة في عبور الشارع، وإن رأى السيارة تقترب وقرّر التوقف في منتصف منطقة العبور وأشار لها بيده كي تمرّ، فسوف تتوقف السيارة ذاتية القيادة التي لا تحتوي على هذه البرمجية وتنتظر عبور الشخص.
 
لكن إذا كانت السيارة مجهّزة بالتقنية الجديدة، ستقرأ هذه الإشارة وتفهم نيّة المشاة من خلال إشارتهم وتمرّر هذه المعلومة إلى وحدة صناعة القرارات في نظام القيادة الذاتية، ليعمل على توجيه السيارة بشكل آمن وإبعادها عن المشاة، تماماً كما يفعل البشر في هذه المواقف.
 
وهذا التصرّف يُعتبر أكثر أماناً من التوقف المفاجئ في منتصف الطريق خصوصاً على الطرقات السريعة، الذي قد ينتج عنه إحتمالُ تصادم من الخلف، أو في أحسن الحالات عرقلة لحركة المرور.
 
والأمر نفسُه ينطبق على سائقي الدراجات النارية والهوائية. فهذا النظام على عكس الأنظمة الموجودة حالياً، التي تقوم فقط بالتوقف عند وجود أيِّ عقبة أمامها، يمكنه التفرقة بين العناصر المختلفة الموجودة في محيط السيارة، ويتعامل مع كلّ منها بأفضل طريقة مناسبة بناءً على فهم الإشارات والتنبّو بالخطوة التالية التي سيقوم بها.