لم تمر العاصفة التي ضربت لبنان في الامس على عائلة هوسيكيان بسلام، بل كانت خسارتها كبيرة بفقدان وحيدها، بعدما زلت قدمه اثناء وقوفه على شرفة منزله لإقفال الستارة... سقط هاروت من علو 9 طبقات لافظاً آخر أنفاسه على الفور، تاركاً والديه وشقيقته في وضع يرثى لهم.
 
زلة قدم قاتلة
 
عند نحو الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر امس كان الموت بانتظار هاروت على شرفة منزله في منطقة برج حمود، والده رافي المفجوع بفقدان فلذة كبده تحدث لـ"النهار" والدموع تخالط كلماته، حيث قال: "كان كل حياتي، ربيّته 28 سنة، وخسرته في ثانية. كنت في العمل حين وقعت الكارثة، خرج هاروت الى الشرفة لاغلاق الستارة بعد هبوب العاصفة، الارضية كانت ممتلئة بالماء، وحافة الشرفة منخفضة، زلّت قدمه ليسقط ومعه املي في العيش، لا بل لا اعلم كيف ساكمل ما تبقى لي من عمر من دون رفيق دربي".
 
 
لم ير رافي ابنه في الامس، فكما قال: "انا امتلك فرناً في برج حمود، اقصد عملي عند الساعة الخامسة والنصف صباحاً، اما هاروت فيمتلك محلاً للتزيين النسائي في نفس المنطقة، مساء اليوم الذي سبق موته سهرنا معاً واطلعني على قلقه بسبب الضائقة في عمله مع تراجع نسبة الزبائن، طلبت منه ان يتفاءل فلا بد للظروف ان تتغير، لكن للاسف لم يمنحه الزمن وقتاً لذلك". واضاف "وصلني خبر موته الذي سقط كالصاعقة عليّ، اذ كيف لي ان استوعب ان الشخص الذي كان يعني لي الحياة، فارقني، فانا وهاروت نسكن وحدنا في البيت، شقيقته متزوجة ووالدته في منزل آخر".
 
غداً سيحتفل بالصلاة لراحة نفس هاروت عند الساعة الأولى من بعد الظهر في كنيسة سيدة العذراء للارمن الارثوذكس في برج حمود، قبل أن يوارى الثرى في مدافن العائلة في نفس المنطقة... رحل هاروت تاركاً حسرة والم في قلب كل من عرفه... رحل قبل ان يفرح والده بزفه على عروسه، ليرغم على زفه الى مثواه الاخير.