يبدو أن تحوّلاً كبيراً طرأ على موقف إيران من المفاوضات مع الادارة الأميركية حيث أعلنت طهران ألا شروط لديها لبدء المحادثات مع واشنطن سوى الاحترام المتبادل، وذلك بعدما أبدت على مدى أسابيع تصلباً في الموقف تجاه السياسات الاميركية في شأن الاتفاق النووي.

فقد أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن استعداد بلاده لخوض محادثات مع  دونالد ترامب بخصوص العقوبات الأميركية على إيران في إطار الاحترام المتبادل.

وأوضح ظريف، في تصريح لوكالة "كيودو" اليابانية، الثلاثاء، أنّ طهران ليست لديها شروط مسبقة لبدء المحادثات مع واشنطن، لكن على الأخيرة احترام إيران. وتابع قائلاً: "على الأطراف التي تجلس حول طاولة المفاوضات أن تحترم بعضها البعض، ونحن ليست لدينا شروط مسبقة للتفاوض مع الأميركيين، لكن على الأخيرة أن تبدي الاحترام لإيران".

وتعتبر تصريحات وزير الخارجية الإيراني تحولاً لافتاً في موقف الجمهورية الإيرانية، خاصة أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي رفض في آب الماضي، عرضاً كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدمه لعقد محادثات دون شروط مسبقة لتحسين العلاقات بين البلدين، واتهم الحكومة الإيرانية بسوء الإدارة الاقتصادية في مواجهة إعادة فرض العقوبات الأميركية.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن خامنئي، الذي له القول الفصل في توجيه سياسة البلاد، قوله "أحظر عقد أي محادثات مع أميركا… أميركا لا تفي أبداً بتعهداتها في المحادثات".

وأضاف أمام حشد من آلاف الإيرانيين "انسحاب أميركا من الاتفاق النووي برهان واضح على أن أميركا لا يمكن الوثوق بها".

وقالت واشنطن إن فرصة طهران الوحيدة لتجنب العقوبات هي قبول عرض ترمب للتفاوض على اتفاق نووي أكثر صرامة. ورفض مسؤولون إيرانيون بالفعل العرض من قبل، لكنها المرة الأولى التي يعلق فيها خامنئي نفسه علناً على الأمر. وأشار الوزير الإيراني، إلى مواصلة العديد من الدول علاقاتها الاقتصادية مع طهران، رغم العقوبات الأميركية المفروضة عليها. وأكد ظريف، أن بلاده ستتمكن من التغلب على العقوبات الأميركية.

  وفي آب الماضي، فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على إيران، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب، انسحابه من الاتفاق النووي الموقع مع طهران في 2015.

وفي تشرين الثاني المقبل، ستفرض الولايات المتحدة حزمة ثانية من العقوبات على إيران، تتعلق بالصناعات النفطية، بعد فرض حزمة أولى مرتبطة بصادرات صناعية وعمليات مصرفية، في آب الماضي.

كانت وسائل إعلام محلية ذكرت السبت 13 تشرين الأول  أن أحد كبار مسؤولي السياسة الخارجية في إيران دعا للتفاوض مع حركات مناهضة لترامب في الولايات المتحدة للتخفيف من تأثير العقوبات الأميركية. وقال حشمة الله فلاحت-بيشه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني "أميركا ليست ترامب"، حسب ما نقلت صحيفة آرمان الإصلاحية.

وأضاف: "هناك مناخ دبلوماسي جديد لتخفيف التصعيد مع أميركا ومن المناسب لإيران أن تسلك دبلوماسية التفاوض واستمالة الحركات المناهضة لترمب في أميركا". وقال إن من شأن ذلك أن يساعد في تخفيف الضغوط الناجمة عن استخدام واشنطن "القوة الواسعة المتركزة على العقوبات".

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الموقع في 2015، وأعادت فرض عقوبات على طهران بهدف التوصل "لاتفاق أفضل" حسبما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

والمرحلة الأخيرة للعقوبات مقررة في الخامس من تشرين الثاني وتستهدف قطاع النفط الإيراني والبنك المركزي.