حريق في حرج عين سعادة كشف عن وجود جثة متفحّمة يوم السبت الماضي، لتظهر التحقيقات أنها تعود إلى يوسف يزبك (63 سنة) ابن الجديدة، الذي اختفى قبل يوم، ليُصدم كل من عرفه بنهايته المؤلمة.
 
"صباح الجمعة الماضي قصد يوسف أمين المستودع في شركة لبيع القطع الكهربائية في الجديدة عمله، وعند حوالي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر اغلق المستودع وغادر، افتقده صاحب العمل، لاسيما وان المفاتيح كانت بحوزته، وهو لا يملك هاتفاً ولا سيارة. وعندما مرّ الوقت من دون ان يعود خلافاً لعادته، بدأنا البحث عنه"، قال مختار البوشرية شربل مرشد الخوري لـ"النهار"، مضيفاً: "أبلغنا القوى الامنية عند حوالي الساعة السادسة مساء، فقامت مشكورة بمساعدتنا على الرغم من انه لم يمر على اختفائه 24 ساعة".
 
اكتشاف الكارثة
 
شارك أبناء المنطقة في البحث عن يوسف، الرجل الأعزب الذي يعيش، كما قال أحد معارف العائلة "مع شقيقيه في منزل العائلة"، شارحاً: "يوم الجمعة الماضي جندنا أنا ونحو 70 شاباً أنفسنا للبحث عنه، قمنا بتمشيط الحرج من الجديدة الى عين سعادة، ما عدا غرفة صغيرة موجودة في الحرج مقابل جامعة الحكمة، استكملنا المهمة في اليوم التالي، حينها رأينا حريقاً في الوادي، على بعد نحو 500 متر عن الطريق، نزلنا الى هناك، فوجدنا جثة تحترق، اتصلنا بالقوى الامنية، التي حضرت الى المكان، لتكشف الادلة الجنائية انها تعود الى يوسف".

عندما كان شباب المنطقة يبحثون عن يوسف، اكتشفوا كما قال احد معارف العائلة انه " قصد نهار الخميس احد المحلات الزراعية لشراء سم للجرذان، فأطلعه صاحب المحل انه لا يوجد لديه". وأضاف: "كما علمنا انه قصد محطة وقود واشترى قارورة بنزين، وذلك بعد ان عرضنا صورته على عامل المحطة"، في حين قال صديق العائلة المتابع للقضية المحامي شربل ميلاد الخوري لـ"النهار" ان "يوسف لم يكن يعاني من اية مشاكل سواء مادية او عاطفية، كما لا اعداء له، فقد كان انساناً خلوقاً ومحبوباً من جميع مَنْ عرفه، ولم تبدُ عليه اي من علامات الاكتئاب". لافتاً الى ان "مخفر برمانا فتح تحقيقاً في القضية، وننتظر النتائج التي سيظهرها".

 

فرضية غير مثبتة

على الرغم من تداول فرضية الانتحار  منذ العثور على جثة يوسف، فقد أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار" انه "الى الآن لم يظهر التحقيق ذلك، الواضح حتى الساعة انه فارق الحياة بسبب الحريق، وقد تحول الملف الى المفرزة القضائية للتعمق فيه".

 

عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم احتفل بالصلاة لراحة نفس يوسف في كنيسة مار انطونيوس الكبير - جديدة المتن. رحل الرجل الذي أشاد به كل من سُئل عنه، ليبقى السؤال ماذا جرى معه بالتحديد؟ الجواب ستكشفه بالتأكيد التحقيقات في الأيام المقبلة.