عاد رئيس الجمهورية من نيويورك، وفور هبوط الطائرة التي أقلّته في المطار، كانت رسالة رئاسية تتطاير في الأجواء الداخلية قطعت كل حبال الايجابية التي جرى تسويقها خلال سفره، وأكدت بما لا يقبل ادنى شك انّ مسار التأليف لم يقترب من مربّع التوافق على صيغة حكومية تنقل البلد من زمن التعقيدات الى زمن التسويات، بل ان الامور ما زالت في نقطة الصفر، بدليل مواقف الاطراف المتباعدة وتَمترسها خلف طروحاتها، وكذلك الطرح الرئاسي الجديد بالذهاب الى حكومة أكثرية. 

الواضح في خلفيات الطرح، انّ هذا النوع من الحكومات يشكل في رأي رئيس الجمهورية المخرج المثالي لأزمة التأليف، الّا انّ هذا الطرح لا يبدو مؤيّداً من سائر القوى السياسية، بل يشكل نقطة خلافية جوهرية مع القوى المنادية بحكومة وحدة وطنية تضمّ جميع الأطراف، والرافضة لاستبعاد ايّ من القوى السياسية الاساسية عن التمثيل في الحكومة.