من المستفيد من الترويج لأخبار كاذبة ومُضرة بالجامعة اللبنانية؟
 

على أبواب العام الدراسي الجامعي 2018-2019، وعلى خلفية تراجع الثقة بالجامعة اللبنانية بعد "الشائعة المُغرضة" منذ شهر آب الماضي، حول "تهديد الإتحاد الأوروبي بعدم الإعتراف بشهادة الجامعة اللبنانية ما لم تجرِ إصلاحات بنيوية جذرية خلال 3 سنوات"، ما كان لافتاً أن هذه الشائعة خلقت نوعاً من البلبلة في الوسط التعليمي اللبناني، وزرعت خوفاً لدى الطلاب من التسجيل في الجامعة اللبنانية.


ومنذ تلك الشائعة تراجعت الثقة بالجامعة اللبنانية، لابل ساهمت بضرر كبير لها على الصعيد التعليمي، ما دفع بعض الجهات إلى إستغلال هذه الفرصة والتقليل من أهمية الجامعة اللبنانية ومن إنجازاتها، طيلة الـ 67 عاماً من المقاومة والنضال كمحاولة للتقدم في سبيل البقاء رغم المشاكل الكثيرة التي لازالت تعترض طريقها.


ورغم ذلك، وبعد تلك الشائعة أوضح الإتحاد الأوروبي موقفه من الجامعة اللبنانية، بحيث أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان عبر توضيحاً نشرته على موقعها (https://eeas.europa.eu) جاء فيه: أن "الجامعة اللبنانية هي أكبر مؤسسة تعليم عالي في لبنان وشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في جهوده لدعم التميز في نظام التعليم العالي".

إقرأ أيضاً: أنقذوا جامعة الوطن!

أما فيما يخص التقارير الإعلامية التي ادعت أن الاتحاد الأوروبي قد توقّف عن الاعتراف بشهادات الجامعة اللبنانية، لفتت البعثة أنه "لا أساس لهذه التقارير من الصحة ولا ترتبط بأي شكل من الأشكال بأي خطوة اتخذتها مؤسسات الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد".


وبدورها، دعت الجامعة اللبنانية اللبنانيين مجدداً إلى "عدم الالتفات للأقوال والشائعات المغرضة والمدمرة واستقاء الحقيقة من منابعها"، ومن هنا يُطرح السؤال لمصلحة من الترويج لأخبار كاذبة ومضرة بالجامعة اللبنانية؟ ومن المستفيد من إحباط نجاحات الجامعة اللبنانية؟ ولماذا في هذا الوقت تحديداً؟.

إقرأ أيضاً: إنتبه قد تكون رحلتك الأخيرة... والسبب »قضاء وقدر«!


لاشك أن القطاع التعليمي الخاص هو المستفيد الأول من هذا الموضوع، لاسيما أنه إستغل تلك الشائعة للترويج عن إنجازات الجامعات والمعاهد الخاصة ومقارنتها بالجامعة اللبنانية، علماً أن المكتب الإعلامي للجامعة اللبنانية أوضح سابقاً في بيان له أن "هذه الأخبار لا أساس لها من الصحة وأنها من باب الحملة التي تستهدف الجامعة اللبنانية لصالح بعض الجامعات الخاصة ومن اجل ضرب الجامعة الوطنية".

أما لسبب نشر تلك الشائعة في هذا التوقيت فهو لردع الطلاب عن التسجيل في الجامعة اللبنانية على أبواب العام الدراسي الجديد، عبر نشر الخوف لديهم من تراجع الثقة بشهادة الجامعة، وبالتالي إيجاد جامعة بديلة مُعترف بشهادتها!
وأخيراً، وبعد تكذيب الشائعات، ستظل الجامعة اللبنانية ورغم مشاكلها، جامعة الوطن، نفتخر بانجازاتها العالمية، وأدمغتها وعلماءها ودكاترتها المخضرمين، لكن هذه الجامعة تحتاج إلى مبادرة وخطة شاملة للنهوض بها من جديد وذلك عبر ميزانية مالية حديثة كشرط أساسي، وتعديل المناهج الدارسية التقليدية لتشجيع الطالب للإنتساب لجامعة وطنه، والحد من الجامعات الخاصة "التجارية" التي تغزو الوطن بشهادات لا تقاس بجودة شهادة الجامعة اللبنانية.