"الوزير السابق آلان حكيم، والنواب السابقون ايلي ماروني، سامر سعادة، وفادي الهبر خارج المكتب السياسي"... خبرٌ أثار ضجةً في الاوساط الكتائبية التي سارعت لتوضيح ما جرى على مدى يومين متتاليين.

لم تكن هي المرة الأولى التي يقوم بها رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل بإقصاء شخصيات بارزة من الحزب، وإذا أردنا تلطيف الحادثة يمكننا القول "تحييدهم عن المكتب السياسي"، إلا أن عنصر العدد هذه المرة ورمزية هذه الأسماء وارتباطها العتيق بالحزب العريق لعب دوره في تسليط الضوء أكثر على القرار الذي طاول أسماءاً عديدة من قبل، وإن بشكلٍ فردي.

ووصف مجلس الإعلام في حزب الكتائب في بيانٍ رسمي له هذا الإجراء بالروتيني والطبيعي، وأوضح أن من يشارك في اجتماعات المكتب السياسي للحزب هم أعضاء المكتب السياسي إضافة الى النواب والوزراء الحاليين، وأن النواب والوزراء السابقين هم أعضاء في مجلس الشورى ولا يشاركون في اجتماعات المكتب السياسي، بحسب النظام الداخلي للحزب.

يقول كتائبيّ عتيق، "الكتائب في عهد سامي الجميل لا تشبه الكتائب قبله"، ويؤكد أن وزراء ونواب الحزب السابقين تاريخياً كانوا يحضرون اجتماعات المكتب السياسي، لكن غيّر الجميل الابن القاعدة "لغايةٍ في نفسه" وبعد أن كان المكتب السياسي مؤلف من ثلثّين منتخبين وثلث معيّن من الرئيس، بالإضافة للوزراء والنواب السابقين، أصبح يقتصر على المنتخبين وعلى مستشاري رئيس الحزب.

وعن مجلس الشورى الذي اعترف الحزب بإحالة الأسماء السابقة الذكر إليه، بعد نشر "ليبانون ديبايت" للخبر، تؤكد مصادر مقربة من الكتائب أن هذا المجلس أصبح منذ أن تسلم النائب الجميل رئاسة الحزب أشبه بـ "مجلس ظلّ" يجمع الشخصيات المبعدة. ولا دور فعال له، بحيث ان قراراً واحداً لم يصدر عنه منذ أكثر من 5 سنوات.

تشكك المصادر في براءة قرار إبعاد حكيم، ماروني، سعادة والهبر من المكتب السياسي، لا سيما أن حكيم كان يدأب على حضور اجتماعات المكتب السياسي منذ أن قدم استقالته في أيار الـ 2016، والآخرين كذلك الأمر منذ أن أصبحوا نواباً سابقين في ايار الماضي، وترى في إبعادهم عملية "إقصاء" واضحة، وترمي المصادر اتهامات تطال رئيس الحزب ابرزها حنينه الى افكاره القديمة التي جمعها في حركة "لُبنانُنا". وتدعي القول أن الجميل يعمل على تنقيح حزب الكتائب بافكار تياره السابق من خلال تقديم الوجوه الشابة القريبة منه والمعتنقة نفس الفكر بدلاً عن القديمة، بما يخدم فكرة انتاج حزب عصري بنسخة جديدة يطمح الجميل لأن تخلف النسخة السابقة.

وتتوقع المصادر في حديثها الخاص لـ"ليبانون ديبايت" أن تستمر حملة الإقصاءات في الحزب، وهي إقصاءات تُفرض من الرئيس أحياناً ومن الكتائبي نفسه أحياناً أخرى، إذ عمد البعض لإقصاء أنفسهم بعد أن لمسوا تحول حزبهم الى نسخة قوامها "الأحادية في القرار"، وتستذكر هنا قرار الاستقالة من الحكومة السابقة، الذي جاء بقرار من الجميل من دون الرجوع للوزراء أنفسهم. علماً أن التوريث السياسي يحتّم إبعاد ما أسمته المصادر بـ"الديناصورات" التي يمكن لها أن "تأكل" الوارث سياساً، لدرجة يمكن أن تصل إلى سحب كرسي رئاسة الحزب منه.