ندوة حوارية مع الصحافي والكاتب التركي حمزة تكين دعت إليها الجماعة الإسلامية في لبنان
 

استضافت مدينة صيدا اللبنانية ندوة حوارية خاصة حول "تركيا الجديدة" بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها البلاد في 24 حزيران/يونيو الماضي وأفرزت فوزا جديدا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحصة الأكبر من البرلمان لتحاف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

وأقيمت الندوة، مساء أمس الجمعة، بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية الثانية للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذتها منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية في تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016.

وشارك بالندوة، التي دعت إليها الجماعة الإسلامية في لبنان، الصحافي والكاتب التركي حمزة تكين، بحضور العشرات من أبناء وشباب وشابات مدينة صيدا فضلا عن عدد من رجال الدين والطلاب والإعلاميين، وتقديم الإعلامي اللبناني فادي شامية.

وقدم تكين في كلمته شرحا مفصلا عن الأحداث التي شهدتها المدن التركية مساء المحاولة الانقلابية الفاشلة، مشددا أنه "لو نجح الانقلابيون في تحقيق هدفهم لما بقيت هنا تركيا قوية ولما رأينا الاستقرار الكبير الذي تعيشه البلاد اليوم".

ورأى أنه "لو نجح الانقلاب المدعوم خارجيا، لكانت أزمة الشرق الأوسط حلت في نفس اليوم ولكن وفق مصالح ورؤية الغرب وحلفائه الذين لا يريدون خيرا لهذه الأمة"، موضحا أن "صمود الشعب التركي والرئيس أردوغان ودعاء الملايين حول العالم هي أسباب إفشال المخطط الانقلابي الخبيث".

وسرد تكين قصة أحد شهداء 15 تموز وكيف ضحى بنفسه لأجل إنقاذ وطنه ودولته، هو الشهيد عمر خالص دمير الذي تمكن من قتل أحد أكبر رؤوس الإنقلابيين، قبل أن يستشهد على الفور بثلاثين رصاصة أطلقها عليه الانقلابيون في مقر القوات الخاصة التركية بالعاصمة أنقرة.

وعرّج تكين على الانتخابات التركية الأخيرة، لافتا إلى أن "ما أنجح أردوغان في هذه الانتخابات وسابقاتها، هي الإنجازات الضخمة التي قام بها لصالح الشعب التركي، والمشاريع الاستراتيجية".

وأكد أن "الساحة السياسية الداخلية في تركيا ستشهد استقرارا في المرحلة المقبلة، الأمر الذي سؤدي لتطور الاقتصاد وزيادة سرعة نموه ولطمأنة المستثمرين الأتراك والأجانب"، مضيفا أنه "مع هذا الاستقرار والتحسن الاقتصادي المتوقع، تركيا مستمرة في سياساتها الخارجية المتمثلة بالوقوف إلى جانب المضطهدين والمظلومين".

وأوضح تكين أن "حرب تركيا ضد التنظيمات الإرهابية في مناطق شمالي سوريا والعراق ستستمر في المرحلة المقبلة، تحقيقا لسلامة المدنيين هناك وحفاظا على وحدة أراضي سوريا والعراق، وحماية للأمن القومي التركي والمصالح التركية".

وشدد أن "الموقف التركي في ما يتعلق برفض صفقة القرن المتمثلة ببيع القدس وإنهاء القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الإسرائيلي، موقف ثابت لن يتغير نصرة لفلسطين والشعب الفلسطيني".

وحول العلاقات التركية اللبنانية، أوضح أنها "علاقات متميزة وفريدة من نوعها سواء على المستوى الشعبي أو السياسي أو العسكري أو الأمني"، مشددا أنه "كما حارب الجيش التركي تنظيم داعش الإهاربي عند الحدود التركية السورية، قام الجيش اللبناني بالمهام نفسها ضد هذا التنظيم عند الحدود اللبنانية السورية".

وختم تكين بتقديم شرح مختصر عن أهم المشاريع التنموية العملاقة التي تتحضر تركيا لتنفيذها خلال الفترة المقبلة والتي ستساهم بنقل البلاد إلى مصاف الدول العشرة الأولى في العالم مع حلول عام 2023، مشيدا بـ"العلاقات الأخوية المتميزة بين تركيا ولبنان وخاصة على الصعيد الشعبي".