جلال منصور يطلب «فرصة ثانية» وايلي الوراق «المسيحي» كان من عدادها
 

ملفات متشعّبة ومتداخلة، يُحاكم فيها عدد من المتهمين، حول الأحداث الأمنية التي شهدتها طرابلس، وجولات القتال الـ21 التي جرت بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، إلى أحداث التبانة التي اشتبك فيها الجيش اللبناني مع مجموعة مسلحة قادها الثنائيان أسامة منصور وشادي المولوي، ليُقتل بعدها الأول بمداهمة أمنية لـ«شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي، ويفرّ الثاني إلى مخيم عين الحلوة.

وفي خاتمة ملف «أحداث التبانة» التي وقعت في 25 و26 تشرين الأول من العام 2014، إثر خطف «مجموعة منصور- المولوي» عسكرياً، صدر حكم قضائي ليل أمس عن المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي كلود غانم، وذلك بعد أن استجوبت المحكمة في جلسة واحدة 18 متهماً وأبرزهم شقيق اسامة منصور، جلال، أمير داعش في طرابلس ابراهيم بركات ومحمد عنتر الجندي المنشق عن الجيش وايلي الوراق «المسيحي». ومن بينهم أيضاً من هم ملاحقون بملف التفجير المزدوج الذي استهدف مقهى في جبل محسن في كانون الثاني 2015، فضلاً عن صدور أحكام بحق عدد منهم في ملفات تتعلق بـ«أحداث طرابلس» وباستهداف الجيش خلال تلك الأحداث بقنابل وعبوات ناسفة في أحياء المدينة.

في مجريات جلسة الأمس برزت إفادات عدد من المتهمين الذين أجمعوا على عدم مبايعة النصرة عبر «أميرها» اسامة منصور، إلا أن من بينهم من شارك في «معركة التبانة»، بعد خطف عسكري، مشاركة اقتصرت على حمل السلاح على حد زعمهم من دون تصويبه باتجاه الجيش، متراجعين بذلك عن اعترافاتهم الأولية التي قالوا إنها انتزعت منهم تحت الضرب والتعذيب.

وفي استجواب «المسيحي» ايلي الوراق أمام المحكمة أفاد بأنه ذهب إلى سوريا وخضع لدورة عسكرية، وبعد 3 أشهر عاد إلى لبنان «لأنني لمست دجلاً في الدين»، أما عما كلفه به المدعو «أبو حفص» بالقيام بعمل أمني كونه مسيحياً ولا يثير الشبهات، نفى الوراق ذلك مؤكداً أنه لو قام بأي عمل من هذا القبيل لما سلّم نفسه طوعاً. وقبل ذلك كان الوراق قد لجأ إلى اسامة منصور في مسجد بن سعود في التبانة لحوالى الشهر «قبل أن يدخل الجيش لطرد منصور حيث حصلت معركة فانسحبنا وغادرت مع المولوي الى مخيم البداوي». كما نفى الوراق مشاركته في «أحداث طرابلس» أو أن يكون منصور قد لقّنه دروساً حول تصنيع العبوات الناسفة، وأنكر أيضاً أن يكون من ضمن مجموعة الانتحاريين الذين نفذوا تفجير جبل محسن «إنما طه كيال أحد الانتحاريين كان معنا في التبانة».

أما ابراهيم بركات فأكد على إفاداته في ملفات حوكم بها بالسجن 10 أعوام، وقال «صحيح وقعت ببعض الأخطاء إنما لست إرهابياً، فأنا رجل دين أحفظ المجتمع بالدين الحق»، معتبراً أن «معركة التبانة» كانت تتعلق بإخراج اسامة منصور.

وباستجواب جلال منصور بادر إلى القول «أنا محكوم 2 براءة وواحد سنتين وواحد 10 سنوات»، مضيفاً أنه «ظُلمت في الحكم الأخير»، متحدثاً عن دور ايجابي في تحرير العسكري الذي تم خطفه، وبالتالي توقف المعركة. واتهم شقيقة منصور والمولوي بأنهما كانا وراء تلك المعركة «حيث فرّ الأخير إلى عين الحلوة ومنها إلى إدلب وأخي قُتل»، وقال: «لو كنا متورطين لكنا خارج البلاد». وتوجه إلى رئيس المحكمة قائلاً: «لماذا لا نُعطى فرصة لإصلاح طريقنا فيما تعطون الفرصة لغيرنا وندفع نحن الثمن الأكبر»، أضاف: «أخطأنا في أماكن عدة إنما والله 10 سنين حبس ظلم». ولم ينتهِ منصور عند هذا الحد إنما تابع يقول: «أنا لست اسامة منصور، أنا جلال، صحيح أنني أشبه أخي كثيراً لدرجة أن أهلي كانوا لا يعرفوننا من بعضنا إنما لا يمكن أن أُلاحق على ذلك»، وانتهى إلى القول: «جيبولي واحد قال عني إني مشارك أو وضعت عبوة للجيش».

ولم ينكر عثمان العبدالله مشاركته في جولات القتال في طرابلس إنما بعد إصابته في العام 2013 لم يعد يشارك بها، وقبلها بعام أراد الذهاب إلى القصير لوحده بعد أن رفضت والدته طلب يد فتاة كان يحبها بعدما تعرف على «غضب» على الفايسبوك إنما لم يستطع حينها الدخول إلى سوريا. وزعم أنه كان ضد اسامة منصور كما «كل الشباب في التبانة» بسبب قتاله الجيش. أما مشاركته في «أحداث جبل محسن فكانت سياسية ونحن كنا وقودها». ونفى مشاركته وجلال منصور في خطف العسكري إنما «نحن حررناه لأننا كنا ضد ما حصل».

وباستجواب الجندي المنشق محمد عنتر، زعم أنه بعد تركه عمله لأسباب عائلية طلب منه رتيب الخدمة معاودة الالتحاق قبل الساعة 12 ليلاً وفي طريقه إلى مركز عمله في التل اعترضه مسلحون اعتقد أنهم من المخابرات ليجد نفسه داخل شقة في التبانة وكان فيها عمر شميطة (جندي انشق عن الجيش ومحكوم 15 عاماً). وأنه بعد ساعتين من ذلك حضر شخص وعرّف عن نفسه بأنه شادي المولوي ففوجئ «فصدمت كوني لم أسمع به إلا في الإعلام وأبلغني بأنه يريد التفاوض علي مع الجيش». ونفى انشقاقه قائلاً إنه دخل إلى الجيش بوساطات ولا مصلحة لديه في الانشقاق كون الجيش يؤمن له كل شيء ولعائلته أيضاً. وروى أن بلال حجازي حاول إقناعه بالانشقاق كما علاء الحصني الذي كان تلميذ ضابط سنة ثانية والتحق بداعش وقُتل في العراق. وعن اعترافه الأولي حول مبايعة أبو مالك التلي بشخص اسامة منصور، في تلك الشقة، وتصويره مقطع فيديو يُعلن فيه انشقاقه، قال عنتر بأن المولوي أجبره على ذلك مهدداً اياه بقتله وعائلته، وإن المولوي هدده أيضاً بعد أن علم بنيته في تسليم نفسه، وأنه لم يرافق المولوي إلى عين الحلوة إنما سبقه إلى المخيم.

وكانت المحكمة قد قررت فصل ملف جلال منصور وعثمان العبدالله وجاسم سعد الدين عن ملف المتهمين الآخرين بعد أن استمهل وكلاء الثلاثة لتقديم طلباتهم ومنها سماع إفادة العسكري الذي تم خطفه.