«أطلّ» نعيم عباس، قائد الانتحاريين ومهندس التفجيرات، بعد سبعة أشهر على آخر «إطلالة» له أمام المحكمة العسكرية أمس، حيث يُلاحق بتسعة ملفات بينها أربعة «وحيداً»، فيما الأخرى تضمه إلى متهمين آخرين بينهم من هو موقوف إلى جانبه وأبرزهم بلال كايد وجمال دفتردار، أما الفارون منهم فأبرزهم سراج الدين زريقات وتوفيق طه وجومانا حميد التي تم مبادلتها مع موقوفين من «جبهة النصرة» في صفقة التبادل التي جرت في كانون الأول من العام 2015 مع عسكريين كانوا مخطوفين لدى التنظيم المذكور.
 

لا يشبه نعيم عباس، الذي يقف وراء معظم التفجيرات التي شهدتها الضاحية الجنوبية سابقاً، غيره من المتهمين بالإرهاب، فهو يدخل في كل مرة قاعة المحكمة العسكرية ليوزع ابتساماته على الحاضرين، «مخصصاً» الصحافيين في إلقاء التحية عليهم، ولو من بعيد، هو دنا أمس من المنصة لدى انطلاق رئيس المحكمة في محاكمته بتسعة ملفات، وتسمّر في مكانه محاطاً بعناصر عسكرية قبل أن يحاول استراق النظر إلى «زميله» في إحدى الملفات جمال دفتردار والتحدث إلى الأخير الذي استغنى عن الكرسي النقال بعكازات.

عباس «الآتي» من سجن الشرطة العسكرية في الريحانية، لم يتسن له خلال جلسات الأمس أن يشكو من مكان توقيفه كما في كل مرة، طالباً نقله إلى سجن رومية أسوة بباقي الموقوفين المصنفين بالإرهابيين «رقم 1»، إنما تحدث عن«وحي» نزل عليه في زنزانته.

فعندما كان رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله يتلو أسماء المتهمين في إحدى الملفات التي تضم إلى عباس 17 متهماً، وبوصوله إلى اسم وفيق عقل الذي يُحاكم غيابياً، علّق عباس من مكانه: «كان بإيران وطلع عن طريق المطار». واستوضحه رئيس المحكمة كيف أنه علم بذلك وهو في الريحانية أجاب عباس ضاحكاً: «من صوت الوحي».

وكانت المحكمة قد أرجأت إلى الخامس من تموز المقبل المحاكمة في أربعة ملفات، وملفات أربعة أخرى إلى 12 شباط المقبل، وملف واحد إلى 26 منه، وذلك لعدم حضور وكيلة عباس المحامية زينة المصري ووكلاء عدد من المتهمين الآخرين.