لا شكّ أنّ التجاعيد هي من أكثر الأمور التي تزعج الكثير من الناس نساءً كانو أم رجالاً عند التقدّم في العمر. ورغم معرفتنا بالأسباب التي تؤدي إلى ظهور التجاعيد إلّا أننا كثيراً ما ننسى تأثير الحالة النفسية على الجلد وظهور التجاعيد. فما هي التأثيرات السلبية للحالة النفسية على البشرة؟

من منا لا يتعرّض للمجهود والتوتر أو لفرط في التعابير الظاهرة على وجهنا والتي تكون ناتجة عن المشاعر، أو للاضطرابات النفسية المتنوّعة ولقلّة النوم. في هذا الاطار، نشر مستشفى «مايو كلينيك» الأميركية تقريراً شرح فيه دور هذه الامور في إبراز الجاعيد. وأوضح أنه اذا كنتم من الأشخاص الذين بالكاد يتذكرون المرة الأخيرة التي قاموا فيها بأخذ قسط من الراحة، فعليكم التوقّف قليلاً والاسترخاء. فالتوتر يؤدي إلى إفراز مادة الكورتيزول التي تقوم بتكسير الطبقة التي تحتوي على الكولاجين في الجلد، وتبطئ تشكيل الخلايا الجديدة بشكل ملحوظ، ما يؤثر على نضارة البشرة وظهور التجاعيد بشكل أسرع. كما أنّ الكثير منا يقومون تلقائياً بالعبوس عند الشعور بالتوتر والإجهاد، ولأنّ عضلات الوجه تتقلّص عند العبوس، فإنّ ذلك يزيد من عمق وكمية التجاعيد الظاهرة على البشرة.

 

التحكّم بالتعابير والمشاعر


في المقابل، تؤذي المشاعر التي تظهر على الوجه البشرة وتؤدّي إلى ظهور خطوط عميقة وتجاعيد أكبر. فإذا كنتم من النساء أو الرجال الذين يعبسون عند التركيز أو يقومون بالضغط على الشفتين، فمن الأفضل أن تبدأوا بتمرين انفسكم على التحكّم بهذه التعابير. وكان أحد أغرب الأبحاث التي نُشرت في مجلة أبحاث الطب النفسي أنّ تعابير الوجه السلبية تزيد من شدة الاكتئاب والقلق عند المرضى. وقام في هذا الاطار مجموعة من الأطباء النفسيّين بحقن المرضى بالبوتوكس الذي يرخي عضلات الوجه ويمنع ظهور هذه التعابير، فلاحظوا تحسّناً ملحوظاً في الحالة النفسية للمرضى.

 

الحالة النفسيّة وقلّة النوم


يُعتبر النوم من أهم العوامل التي تساعد على نضارة البشرة وشبابها، بالتالي فإنّ قلة النوم تؤدّي إلى انتفاخ تحت العين وظهور الهالات السوداء والتأثير على نضارة البشرة، من هنا أهمية تنظيم ساعات النوم. وتجدر الاشارة الى أنّ بعض الحالات النفسية تكون ناتجة عن اضطرابات في المواد الكيميائية في الدماغ والتي تؤثر بدورها على النوم.

رغم أنّ التقدّمَ في السن يؤدي حتماً إلى ظهور التجاعيد، إلّا أنّ كل فئة عمرية لها الجمال الخاص بها. وبحسب التقرير تعتقد النساء اجمالاً أنّ التجاعيد أمرٌ سلبي، إلّا أنّ هذا غير صحيح أبداً، فالخطوط البسيطة التي تظهر على البشرة تحمل الكثير من القصص الجميلة، عن الضحك والسعادة والألم والغضب. وفي طبيعية الحال يمكن استشارة الطبيب المختص للتعرّف الى أفضل الطرق للحصول على البشرة الصحية الخالية من التجاعيد وأجدد الطرق لعلاجها والوقاية منها.