انحسار تركيز فيتامينات «بي» وعناصر الحديد والزنك والبروتينات
 

في دراستين علميتين حول الأرز، أعلن فريق دولي أن محاصيله سوف تفقد مكوناتها الحيوية بسبب الاحتباس الحراري في الأرض، بينما قال فريق أميركي - صيني آخر إن عمليات القص الجيني للأرز أدت إلى زيادة محصوله.

وقال فريق دولي من باحثين من الصين واليابان والولايات المتحدة وأستراليا، إن محاصيل الأرز ستفقد بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين الحالي، مستوياتها الحالية من تركيز فيتامينات «بي»، بينما ستنحسر مستويات البروتينات وبعض المعادن فيها، بسبب ازدياد تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن النشاط البشري في الجو، وفقا لنتائج تجاربهم العلمية. وقال الباحثون الذين نشروا دراستهم في مجلة «ساينس أدفانسيز» إن اختبارات أجروها على زيادة تركيز الغاز المسبب لتسخين الأرض، في حقول زراعة الأرز في الصين قدمت نتائج تشير إلى فقدان أربعة من فيتامينات «بي» وهي «بي 1. بي 2. وبي 5، وبي9».

وبعد إضافة نتائج اختبارات مماثلة أجريت في اليابان لاحظ الباحثون انحسارا في تركيز البروتينات بنسبة 10.3 في المائة و8 في المائة في الحديد و5.1 في المائة في الزنك، وهو ما يدعم نتائج اختبارات سابقة حول تدهور المكونات الحيوية في محاصيل الأرز والحبوب الأخرى.

وقال الباحثون بقيادة تشونوو زهو الباحث في مختبر التربة والزراعة المستدامة بأكاديمية العلوم الصينية، إن انحسار تركيز المواد الحيوية في الأرز يهدد نحو 600 مليون شخص في العالم يتناولون الأرز بانتظام، خصوصا أن فيتامينات «بي» تساعد على نمو الدماغ وتطور الأجنة بشكل طبيعي. إلا أنهم أشاروا إلى أن تركيزات فيتامين «بي6»، وكذلك فيتامين «إي» ظلت على حالها.

وقام العلماء بتجارب أطلق عليها «تخصيب ثاني أكسيد الكربون الحر في الهواء» لزيادة تركيز الغاز في حقول الأرز قرب دلتا نهر يانغتزي الصيني وفي ريف مدينة تسوكوبا اليابانية، على 18 صنفا من الأرز زرعت فيها. وضخوا نحوها ثاني أكسيد الكربون بتركيز 568 إلى 590 جزءا من المليون - أي أكثر من تركيزه الجوي الحالي البالغ 410 أجزاء في المليون. ويتوقع أن يصل تركيز الغاز في القرن الحالي إلى رقم 570 جزءا من المليون.

ولاحظ العلماء أن 8 أنواع من الأرز الصيني البني فقدت نسبة 17.1 في المائة من مستوى فيتامين «بي 1» (الثيامين)، و16.6 في المائة من «بي2» (الريبوفلافين)، 12.7 في المائة من «بي 5» (حمض البانتوثنيك)، و30.3 في المائة من «بي9» (الفوليت).

على صعيد ثان قال فريق من باحثين في جامعتي بيردو الأميركية وأكاديمية العلوم الصينية إنهم وظفوا طريقة «كريسبر» للقص الجيني لتطوير سلالات من الأرز بدأت بإنتاج محاصيل تفوق إنتاج السلالات الحالية بنسبة تتراوح بين 25 و31 في المائة، علما بأن التقنيات التقليدية المستخدمة حاليا لتحسين سلالات الأرز لم تتوصل أبدا إلى تحقيق مثل هذه النسبة.

وقال الباحثون بقيادة جيان - كانغ زهو البرفسور في البستنة في الجامعة ورئيس مركز بيولوجيا إجهاد النباتات في الأكاديمية، إنه أجرى تحويرات على 13 جينا ترتبط بحمض الأبسيسيك الهرموني النباتي، وهي الجينات التي يعرف العلماء أنها تلعب دورا في تحمل النباتات للإجهاد عند تعريضها لعمليات تعيق نموها. وأنتج العلماء سلالة من الأرز في حقل في شنغهاي لم تتغير لديها مستويات المقاومة للإجهاد أنتجت 25 في المائة أكثر من السلالات الحالية، بينما أنتجت سلالة أخرى في حقل بجزيرة هينان الصينية محصولا أكثر بنسبة 31 في المائة.

وتوظف تقنية «كريسبر» لتعديل وقص الجينات أو أجزاء منها لإزالة العيوب الوراثية في الأجسام الحية أو بهدف تحسين عمل جين معين أو مجموعة من الجينات.