تحت جنح الظلام، خطف الموت الفتاة التي مرّت كالحلم على الارض بعد ان شبهها كل من عرفها بالملاك... هي نورهان ابنة الخامسة عشرة التي سقطت اول من امس عن سطح المبنى الذي تقطنه في منطقة المريجة وسط ظروف غامضة لم تتكشف ملابساتها بعد.

منذ ان انتشر خبر وقوع ابنة بعلبك ومفارقتها الحياة، تم تداول شائعات عدة كما قال قريبها (عيسى علي المقداد) لـ"النهار"، لكن الشيء الاكيد ان "نورهان لم تنتحر، وما حصل عند حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء الثلثاء لا يزال غامضا حتى الساعة، فقبل الحادثة بدقائق كانت تراجع دروسها في منزل جدها حيث تسكن في الطبقة الاولى، قرع الباب، فتحته، سمع جدها انه عاودت اغلاقه من دون ان تعاود الدخول، بحث عنها في البيت واسفل المبنى، ايقظ والدتها واطلعها على الامر، فجأة سمع صوت جسم ارتطم بالارض ليظهر انها حفيدته ولنعلم بعدها انها وقعت عن السطح".


التوسع بالتحقيق

كما نفى عيسى ان وحيدة والدتها كانت تطعم العصافير او واقفة على شرفة منزلها عندما حلّت الكارثة، مضيفاً: "نحن بانتظار نتائج التحقيق لتتوضح جميع الامور". مشيراً إلى أن نور "كانت طبيعية جدا ولا تعاني من اكتئاب او مرض نفسي، بل على العكس انسانه تحب الحياة، مجتهدة طموحة، حالمة". وهذا ما أكده جار والدها قائلاً: "كانت تسكن مع والدتها ابنة بليدا في منزل جدها في المريجة وذلك بعد انفصال والديها حيث يسكن والدها توفيق في الاوزاعي". لافتاً إلى انها" كانت انسانه رزينة، هادئة، حتى الان لا شيء مؤكداً عن ظروف وفاتها، فقد تعددت الروايات بين وقوعها من شرفة منزلها والسطح وغيره. لذلك تم التوسع بالتحقيق كما علمنا". في حين علّقت قريبتها سارة: "من يعرف نورهان يعلم جيدا كم كانت حياتها هادئة، كل شيء مؤمن لها، ضحكتها لم تكن تفارق وجهها، وهذا ما زاد من صدمتنا عندما علمنا بخبر وفاتها بهذه الطريقة". مخفر المريجة فتح تحقيقاً بالقضية. وبحسب ما اكده مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار": "القضية قيد التحقيق وسيتم تحويلها الى المفرزة القضائية لمتابعة الملف والتوسع بالتحقيقات، الى الآن لا شيء نهائياً بالموضوع، وبحسب المعطيات الاولية لم يقم احد بإسقاطها".

رحيل أفجع القلوب

نورهان التلميذة في الصفّ العاشر في ثانوية البرج الدولية كانت كما اشار استاذها عباس ترحيني لـ"النهار" انسانه مميزة، هادئة، محبوبة من الجميع، ليس لديها ازمات نفسية، خبر وفاتها صعق اساتذتها وزملاءها... وكان ترحيني نعاها في صفحته على "فايسبوك" بالقول " تفرحُ عندما يضعُ اللهُ في حياتِكِ أشخاصًا لا تشكُّ أنهم ملائكةٌ تحوٌلت أجنحتُهم نسمةَ حبٍّ فلا يسعُكَ إلا أنْ تشكر الله على ذلك ..تسعدُ عندما تتعرّف إلى وجهٍ تتقصّدُ أن تراهُ كلّ صباح لكي تتفاءل ببسمةٍ تجعلُ نهارك رائعًا... وَلَكِنْ !!كيفَ لَكَ أن تعرفَ أنّهُ سيأتي يومٌ تقولُ فيه :ليتني لم أعرفْه! نورهان! أيتها الملاك: رحيلكِ أفجعَ القلوب، قلوب كلّ من عرفكِ، رحيلكِ أحدثَ صدمةً في النفوس، رحيلكِ فتح في قلب كل من عرفكِ جرحًا، قد تعجزُ الأيام على لَأمِه !لذويكِ ، مدرستكِ إدارةً ومعلّمين ومعلّمات ، لزملائك وزميلاتكِ ... كلّ العزاء "!