بدا واضحاً ان العرس الديموقراطي بالانتخابات النيابية التي جرت كإنجاز بعد تسع سنين على استحقاق الـ 2009، لم يكتمل بدليل الاقبال غير الكثيف على صناديق الاقتراع من اللبنانيين الذين لزموا ما يشبه “الصمت الانتخابي” المقرر للسياسيين والاعلام، ولم تنفع معهم كل الحملات التي هدفت الى تجييشهم قبل أيام وأسابيع من الاستحقاق المنتظر، ما ولد صدمة لدى السياسيين على اختلاف مستوياتهم.

كذلك بدا واضحاً ان قدرة الاحزاب على تحريك الناخبين تراجعت الى حد كبير، الأمر الذي يكشف عن أحجام هذه الاحزاب وانتشارها الجماهيري وتراجعها نتيجة السياسات التي تعتمدها والتي تخلو من الرؤية السياسية والمشاريع الانمائية وتعتمد التحريض الطائفي البغيض واللهث وراء الكراسي.

وبدا واضحاً أيضاً ان قانون الانتخاب الجديد لم ينفع في الزام المواطنين تحالفات وتركيبات غير منطقية وغير مقنعة وحرمان اللبنانيين الاختيار الحر الذي اعتادوه بموجب النظام الأكثري زمناً طويلاً، ما شكل ادانة فورية وقاسية للقانون الذي اعتمد للمرة الاولى، ستسقطه حتما اذا أمكن للمتضررين القيام بذلك.

وبدا جلياً تأثير تراجع المال الانتخابي في غير منطقة لعدم تدفق المساعدات الخارجية وعدم قدرة الداخل على الانفاق الكبير او عدم الرغبة في الامر، والانعكاس السلبي على العملية الانتخابية برمتها.

وقد انعكس كيل الشتائم والتهم، سلباً على مواطنين مستقلين بغالبيتهم عبروا عن قرفهم ورفضهم الواقع المرير الذي تحاول حفنة من السياسيين جر البلد اليه، وتحويلهم مادة للصراع ما بين الاحزاب والسياسيين.

والدعوات الى ثكثيف المشاركة حملت رئيس الجمهورية على التدخل وتوجيه نداء الى اللبنانيين، ومثله فعلت معظم القوى السياسية قبل ساعات قليلة من موعد اقفال الصناديق في السابعة مساء. ولم يمدّد الوقت لعدم وجود اقبال اضافي اذ كانت اقلام الاقتراع قد خلت من الناس قبل الموعد بوقت طويل باستثناء عدد من المراكز التي فتحت أبوابها الى ما بعد الثامنة لاتمام العملية.

 

في خلاصة اليوم الانتخابي الطويل خلاصات يمكن التوقف عندها وأبرزها الآتي:

– حقق الثنائي الشيعي الانتصار الأكبر بقانون دفع الآخرين الى تبنيه فحصدوا نتائجه المريرة، فيما بذل آخرون جهوداً جبارة للمحافظة على حصصهم أو الحد من الخسائر.

 

– لم يتمكن تيار المستقبل من ترجمة نجاح جولات رئيسه الرئيس سعد الحريري، وتحويله أصواتاً تصب في الصناديق وتوسع له كتلته، ما قد يجعل رئاسته للحكومة المقبلة، على حتميتها، اسيرة رضى طرفين كبيرين، الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر.

– تقاسم الساحة السنية بين أقطاب مناطقيتين أعاد رسم الخريطة السنية كما كانت سابقاً بحيث تقوم زعامات وقيادات محلية. وان كان فوز الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق عبد الرحيم مراد، لا يلغيان زعامة الحريري لأن كلاً منهما يشاركه في منطقة وليس على مساحة الوطن كما قال النائب محمد قباني لـ”النهار”. وفي شأن متصل، تراجع الدعم الذي لقيه وافاد منه الوزير السابق أشرف ريفي في الاستحقاق البلدي في عاصمة الشمال.

– تمكن حزب القوات اللبنانية من احراز تقدم وتوسيع كتلته النيابية على رغم مقاطعة التيارين البرتقالي والأزرق إياه في غير منطقة. ووسع نطاقه الى اكثر من منطقة من زحلة الى البقاع الشمالي مروراً ببعبدا الى الشوف والشمال.

– تمكن النائب ميشال المر من جبه محاولات الحصار عليه وعزله بل كسره انتخابياً، فحقق خرقاً أعاده الى ساحة النجمة، وفتح الباب أمام نجله نائب رئيس الحكومة سابقاً الياس المر لبدء مسيرته السياسية.

– حافظ النائب وليد جنبلاط على كتلة “اللقاء الديموقراطي” قوية ومتماسكة على رغم التحدي الذي واجهه في الفترة الأخيرة.

 

– سجل المجتمع المدني اختراقاً مهماً في بيروت الاولى والثانية بفوز الزميلتين جمانة سلوم حداد (من اسرة النهار) وبولا يعقوبيان. وهذا الاختراق يؤسس لحركة مدنية مستقبلية يؤمل لها ان تكون فاعلة.

– في الخسائر الاشتراعية خروج النائبين بطرس حرب وغسان مخيبر من ساحة النجمة.

وفي النتائج الاولية التي استقتها “النهار” من الماكينات الانتخابية وهي غير رسمية وغير مكتملة:

– بيروت الأولى: عماد واكيم، نديم الجميل، نقولا صحناوي، بولا يعقوبيان، هاغوب ترزيان.

– بيروت الثانية: 7 مقاعد للائحة “المستقبل”، في مقابل 4 مقاعد تتوزّع على لوائح أخرى منها جمانة حداد.

– المتن الشمالي: سامي الجميل، ميشال المر، ابراهيم كنعان، الياس بوصعب، هاغوب بقرادونيان، إدي أبي اللمع.

– كسروان وجبيل: زياد الحواط، سيمون أبي رميا، نعمت افرام، شامل روكز، روجيه عازار، شوقي الدكاش.

– بعبدا: علي عمار، بيار أبو عاصي، فادي علامة، آلان عون، هادي أبو الحسن، حكمت ديب.

– الشوف وعاليه: لائحة جنبلاط – القوات – المستقبل، مع خرق بمقعد واحد أو اثنين على الأكثر.

– طرابلس – المنية – الضنية: نجيب ميقاتي، جان عبيد، نقولا نحاس، محمد كبارة، سمير الجسر، فيصل كرامي، جهاد الصمد.

– عكار: وليد البعريني، محمد سليمان، طارق المرعبي، هادي حبيش، وهبي قاطيشا، جان موسى.

 

– البترون – بشرّي – زغرتا – الكورة: جبران باسيل، ستريدا طوق، فادي سعد، طوني فرنجية، ميشال معوّض، فادي كرم، اسطفان الدويهي، سليم سعادة.

– زحلة والبقاع الأوسط: جورج عقيص، ميشال ضاهر، سليم عون، قيصر المعلوف، عاصم عراجي، أنور جمعة.

– البقاع الغربي وراشيا: محمد نصرالله، هنري شديد، ايلي الفرزلي، وائل أبو فاعور، عبد الرحيم مراد.

– بعلبك – الهرمل: لائحة الثنائي الشيعي بخرق وحيد تأكّد للمرشّح القواتي أنطوان حبشي.

– صيدا وجزين: بهية الحريري، أسامة سعد، زياد أسود، ابرهيم عازار، سليم الخوري.

– النبطية – مرجعيون: فوز كامل للائحة الثنائي الشيعي.

– صور – الزهراني: فوز كامل للائحة الثنائي الشيعي.