بات أكيداً بإجماع المصادر المقربة من المرجع الشيعي علي السيستاني أن يصدر الجمعة المقبل توجيهات حول الانتخابات العامة المقررة في 12 الشهر الجاري، ما أدخل الوسط السياسي العراقي خصوصاً الوسط الشيعي، في أجواء من الجدل والتوتر والتكهنات المتضاربة.


وكان مقربون من السيستاني سربوا نيته إصدار توجيهات تشمل نصائح حول طريقة الانتخاب، وسط توقعات غير أكيدة باحتمال إعلانه موقفاً من استثمار فصائل مسلحة مقربة من إيران اسم «الحشد الشعبي» كدعاية انتخابية.

وتعززت تلك المعلومات بخروج تظاهرة لعشرات من موظفي «العتبة الحسينية» حيث مرقد الإمام الحسين بن علي، والذي يديره وكلاء السيستاني، ويتوقع أن تتلى من منبره التوجيهات المتوقعة.

وردد المتظاهرون الذين ارتدوا أزياء موحدة هتافات بضرورة اتباع المرجعية، مرددين شعار «المجرب لا يُجرب» الذي ارتبط باسم السيستاني وأصبح شعاراً عاماً للانتخابات.

وكانت أجواء توتر سادت في الأوساط الدينية خصوصاً في النجف، بعد بيان من كاظم الحائري المرجع الشيعي المقيم في إيران، والمقرب من المرشد علي خامنئي، دعا فيه ضمناً إلى انتخاب قائمة «الفتح» التي تضم الفصائل المسلحة المقربة من إيران، وحض رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي على «عدم إبرام صفقات اقتصادية أو أمنية أو عسكرية مع دول الاستكبار العالمي». وقال: «الاستكبار العالمي وأتباعه في البلد، لا يرضى ما هو دون استئصال هوية العراقيين وثقافتهم ونهب الخيرات والتحكم بمقدرات البلاد». ورأى أن «ليس من الحكمة الاغفال عن هذه الحقيقة، أو التساهل فيها».

وكان الحائري أثار استياء أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، عبر فتاوى هاجم فيها العلمانيين والمدنيين في العراق، وحرّم التحالف معهم انتخابياً، في إشارة إلى تحالف الصدر مع الشيوعيين والعلمانيين. لكن ممثلاً للحائري نفى صدور فتوى بهذا الصدد.

وأصدر الصدر بياناً أمس رداً على استياء أنصاره، واعتبر أن الحائري لا يستطيع العودة إلى العراق.

تلك الأجواء تشير وفق مصادر مطلعة إلى أن السيستاني قد يتناول عبر خطبة الجمعة قضية «الحشد الشعبي» الذي تأسس بفتوى الجهاد الكفائي المعروفة، واستثمار الفتوى للترويج الانتخابي.

وذكرت المصادر أن السيستاني في توجيهاته قد يتطرق إلى قضية شعار «المجرب لا يُجرب» الذي كثرت حوله التأويلات.

لكن التسريبات حول طبيعة خطبة السيستاني ما زالت تدور في إطار سياسي، إذ تتردد في كواليس الأحزاب الرئيسية، خصوصاً الشيعية، تكهنات وردود فعل حول التسريبات، وصل بعضها إلى توقع إعلان عدد من المرشحين انسحابهم من الانتخابات.