نشرت صحيفة "الغارديان" مقالاً للكاتب والمحلّل السياسي سايمون تيسدال، قال فيه إنّ إسرائيل واجهت عددًا من الأزمات منذ العام 1948، بما فيها حروب 1967 و1973، إضافةً الى الحروب مع لبنان، والمواجهة المستمرّة مع الفلسطينيين.
ونقل الكاتب عن خبراء إقليميين وإسرائيليين قولهم "إنّ العاصفة تتجمّع الآن في محيط إسرائيل، وتفوق بخطورتها ما واجهته إسرائيل من قبل. فأي ناحية تنظر إليها، ستجد الإضطرابات تلوح في الأفق. وتتمثّل إحدى المشكلات الإسرائيلية بإيران. وأضاف: "من سوريا وراء مرتفعات الجولان، لبنان في الحدود الشمالية، غزة في الجنوب، والعراق في الشرق، يراقب المسؤولون الإسرائيليون الخطر الداهم مع زيادة الوجود الإيراني بالقوات ونشر العقيدة".
وكانت إيران قد تعهدت بتدمير إسرائيل، والآن تقترب أكثر منها، فالقوة العسكرية المتزايدة لقوات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس والمجموعات الأخرى الموالية لها في سوريا، حيثُ لعبت روسيا دورًا هامًا للحفاظ على النظام السوري، يصبّ في صلب اهتمامات تل أبيب، بحسب الكاتب.  
وعلّق الجنرال يعقوب أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق بحكومة بنيامين نتنياهو من العام 2011 إلى 2013، في حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال" قائلاً: "لقد نجحت إيران بالحرب لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، والآن تغيّرت أولويات طهران وإسرائيل هي الهدف. بالنسبة لنا من المهم ردع إيران ولذلك نحن مستعدّون لخطر خيار الحرب".  
من جانبه، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أنّ "السماح لطهران بتعزيز الوجود العسكري في سوريا يعني القبول بوضع حبل مشنقة حول اعناقنا، وهذا لن يحدث". وأضاف: "نحن نواجه واقعًا جديدًا يتمثّل بحزب الله والجيش السوري والمجموعات المقاتلة في سوريا، ومن فوقهم إيران، كلّهم أصبحوا جبهة واحدة ضد إسرائيل".
كما كتب الوكيل السابق لوزارة الدفاع الأميركي دوف زاخيم في مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً قال فيه إنّ الإسرائيليين يخشون من الوجود الإيراني والتدخّل الروسي، ولفت الى أنّ إسرائيل تواجه حربًا من ثلاث جبهات، من حزب الله الى سوريا وصولاً الى حركة حماس.
وبحسب "الغارديان"، فقد وسّعت إيران نفوذها الى لبنان وسوريا والعراق واليمن وأفغانستان.
في السياق عينه، قال توماس فريدمان، المحلّل في صحيفة "نيويورك تايمز، إنّ إسرائيل قد تلجأ الى ضرب البنى التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا، التي تتضمّن الأهداف مطارات ومنشآت تديرها إيران وتقوم بتصنيع صواريخ موجّهة ودقيقة يمكنها ضرب إسرائيل، والتي تنوي إيران مدّ "حزب الله" بها.
وباختصار، فإنّ الرسالة من تل أبيب الى طهران كانت واضحة، وهي "إذا جئتم إلينا فنحن جاهزون، ولو كان الأمر بالتصعيد والردّ العنيف"، وفقًا لـ"الغارديان".