قصة عشق منذ الصغر جمعت المصمّمة ليا فرح بأكسسوارات الشعر، فتفجّرت موهبتها إبداعاً يتلألأ على رؤوس العرائس ليزيدهن وهجاً وبريقاً وجاذبية. على رغم صغر سنها، تمكنت فرح من اختراق عالم أهم المصمّمين اللبنانيين العالميين لترافق فساتينهم الفاخرة بأكسسوار يُكمّل الإطلالة الملكية للعروس. وقد قلّبت في حوار مع «الجمهورية» صفحات كتاب نجاحها المفعم بحكايا لطموح وإرادة قاداها إلى تأسيس علامة تجارية، تأمل وصولها إلى العالمية
 

أحبّت أكسسوارات الشعر منذ صغرها، وحلمت بابتكار ما هو مختلف ومميّز. استهوتها الأشغال اليدوية وهي على مقاعد الدراسة، فكانت تصنع خواتم يشتريها التلاميذ هدية لأمهاتهن. شجّعها زملاؤها في الصف على إطلاق علامة تجارية، بينما ردّد أحدهم على مسامعها أنّ centimes هي عملة فرنسية ذات قيمة زهيدة جداً مثل المواد الخام، التي تعمل عليها، لتصبح «Bourjois» أي الطبقة الراقية في المجتمع. ومن هنا بدأت المسيرة، وانطلق اسم Centimes Bourjois.

من الهواية إلى الاحتراف

درست ليا فرح الهندسة الداخلية، إلّا أنّ عشقها لتصميم المجوهرات دفعها إلى نيل ماجيستير في هذا المجال من لندن، والتخصّص بأكسسوارات الشعر، فامتزجت موهبتها بالاحتراف. أسّست فرح «Centimes Bourjois» بمبلغ لا يتعدّى الألف دولار، حين اشترت أحجار شواروفسكي، ودانتيل، ولؤلؤ... من لندن، وحوّلتها إلى أكسسوارات باهرة، وباعتها، فكبرت مؤسستها مع الوقت. ولازالت حتّى اليوم تستورد المواد من لندن لتُركّبها وتجمعها في لبنان.

بدأت تصمّم أكسسوارات الشعر من قماش فساتين العرائس على حين الطلب، وتطوّرت إلى صنعها من حديد مغطّس بالذهب، ومرصّع بأحجار شواروفسكي أو اللؤلؤ الفاخر، كما نعرفها اليوم. تسهر فرح لضمان دقّة العمل وبجودة عالية، تتحدّى الأزمنة، وتُعاصر مختلف الأجيال. وهدفها أن تتمكن كلّ زبونة من توريث أكسسوارها لابنتها في المستقبل، لترتديه في يوم عرسها. كلّ قطعة من الأكسسوارات هي عنوان للفنّ والفرادة، ترسمها فرح قبل أن تُشرف على أدق تفاصيل تنفيذها.

مصدر الوحي

تصاميم Centimes Bourjois مستوحاة من الطبيعة بأزهارها، وأشجارها... فـ»لا توجد مواد كاملة أكثر من التي خلقها الله». كما تستلهم فرح من العروس، إذ إن «لكلّ عروس أسلوبها وفستانها وطريقة تنفيذها للعرس». وتستعدّ لطرح مجموعة «Centimes privés» من مواد قطفتها أو جمعتها من الطبيعة، تحوّلها إلى قوالب يُصبّ فيها الحديد، لتكون عنواناً للتميّز، مصنوعة ومركبة مئة في المئة في لبنان.

جاهز وعلى الطلب

تلتقي المصمّمة بالعروس لتخلق لها أكسسواراً خاصاً بها يحاكي أسلوبها وذوقها وشخصيتها ونمط فستانها، وتؤكّد: «خيار الـ Headpiece يغيّر الإطلالة». لا ترتكز فرح على الموضة لتُلبس كل العرائس الأسلوب نفسه، مثلاً مجسّمات الورد للجميع هذا الموسم، بل تسعى إلى تجسيد حلم كلّ عروس، وإنجاز ما يليق بإطلالتها، ويميّزها. فأكثرية عملها «توصاية»، تنفّذه كقطعة فريدة صُنعت خصيصاً للعروس.

أيضاً، تعرض Centimes Bourjois مند العام 2016 مجموعات جاهزة من أكسسوارات الشعر لأنّ «التخصيص يتطلب الوقت وقدوم العروس قبل 4 أشهر من موعد عرسها أقله، بينما لا تملك كلّ العرائس هذا الوقت».

للمرأة الأنيقة

تصاميم Centimes Bourjois موجّهة للعروس يوم زفافها، ولكن يمكن أن تختارها العروس أيضاً لتتزيّن بها في سهرة عرسها أو في خطبتها... أو خلال جلسات التصوير قبل العرس، كما قد ترتديها المدعوّات إلى العرس... حتّى إنّ هذه العلامة سبق ونفّذت أكسسوارات على الطلب لاحتفالات المناولة الأولى، ولرضيعات وُضعت لهنّ خلال عمادتهن.

أين توجد هذه التصاميم؟

ترى فرح بالمصمّمين اللبنانيين العالميين مثلاً يُحتذى به، وعملت وتعمل مع قسم منهم، وتوضح: «أصمّم وأنفّذ أكسسوارات لبعض المصمّمين العالميين، فأدخل عرضهم بتوقيع Centimes Bourjois، ومنهم مَن يصمّمون أكسسواراتهم بأنفسهم، ولكنّني أنفّذها لهم لتصل إلى المستهلك بتوقيعهم». كما تنفّذ أكسسوارات على الطلب لعرائس يقصدن هؤلاء المصمّمين، فتجتمع بالمصمّم لتخلق Headpiece تتناسب مع أسلوب الفستان.

أكسسوارات Centimes Bourjois لا تُؤجّر بل تُباع فقط، فلكل عروس قطعتها الفاخرة. وتعمل فرح من مكتبيها في أسواق بيروت، وبلونة-كسروان، بينما تعرض تصاميم مجموعاتها الجاهزة عبر موقع العلامة الإلكتروني، وتتحضّر لإطلاق البيع عبر الانترنت (Online shop) للزبونات المتواجدات خارج لبنان. كما أنّ تصاميمها متواجدة عند بعض مصمّمي الأزياء ومصفّفي الشعر اللامعين.

وصفة النجاح
تعتبر فرح أنّ سرّ النجاح هو أن «نحبّ كثيراً ما نفعل، فيصبح الابتكار بلا حدود، وتقديم الخدمات ملذّة»، ويُبهجها منح الوقت والاهتمام لكل عروس تقصدها فتزيّنها بأجمل الحلي البرّاقة المتوهّجة، لتبرق من رأسها... في يوم زفافها حين تكون محط كلّ الأنظار والأضواء.