أشعلت مجددا الحالة الانتخابية الساحة الدرزية على الجبهتين الجنبلاطية والارسلانية، وكان لافتاً خلال الساعات الأخيرة توجيه وزير المهجرين طلال ارسلان إلى النائب وليد جنبلاط رسالة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقة بين الرجلين.

وبعض ما تضمنته الرسالة "وصلت الأمور بأن الكثيرين من الداخل والخارج يعتبرونني شريكاً معك في لعبة الاحتكار أو حتى في لعبة المصالح التي تجيدها أنت بامتياز ولا أدّعي يوماً أني أودّ أو أرغب في النجاح بها". 

ما استدعى رداً تكتيكيا واضح الشيفرات هذه المرة من جنبلاط، إذ غرّد قائلاً "لا داعي للدخول في مساجلة مع أمير الوعظ والبلاغة والحكم. أما وأنني على مشارف الخروج من المسرح، أتمنى له التوفيق مع هذه الكوكبة من الدرر السندسية والقامات النرجسية". 

وفي وقت لاحق، انضم رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب إلى منازلة الجبل 
بكتاب مفتوح فنّد فيه العلاقة التاريخية بين جنبلاط وارسلان، مشيراً إلى أن صراعهما وهمي، محملاً إياهما ما حلّ بالدروز بسبب زعامتهما التي عمرها "ألف عام".

لا تنكر مصادر ارسلان في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" أن للاستحقاق الانتخابي دور كبير في فتح هذه المواضيع، لكن تؤكد أن الرسالة ليست لأهداف انتخابية بتاتاً، بل جاءت بعد الحملة المنظمة والمبرمجة من قبل جنبلاط وقيادات حزبه من دون استثناء، لوضع النقاط على الحروف.

وفي أسباب الصراع، تقول المصادر "بعد رفض الأمير طلال عرض وليد بيك بالدخول بلائحة ائتلافية في دائرة الشوف وعاليه، والتي أراد من خلالها جنبلاط ورغم القانون الانتخابي الجديد، الإبقاء على مقولة المقعد الشاغر لحفظ سيطرته أمام الرأي العام على مقاعد الشوف وعاليه عدا عن المقاعد الدرزية في الدوائر الأخرى، بدأت أوساطه بالتهجم على الأمير طلال بشكل شبه يومي".

وتضيف "بعد إعلان التفاهم السياسي بين الأمير طلال ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وجدنا أنفسنا أمام موجة عارمة من الشائعات والاستفزازات التي أرادت تشويه هذا التحالف العريض والشامل، وتحجيمه، فجاء هجومهم نتيجة إدراكهم وإدراك البيك أهمية هذه الخطوة، وما ستؤديه من شراكة حقيقية في الجبل".

وسألت مصادر ارسلان بيك المختارة عن تحالفه مع رئيس حزب القوات سمير جعجع، وسألت إن كان تاريخ جعجع أشرف من تاريخ باسيل نسبة للدروز "مشكلتكم مع باسيل سياسية أما مع جعجع فمشكلتنا مصيرية تاريخية وأنتم أدرى الناس بتفاصيلها".

وتصف المصادر المقعد الشاغر في عاليه بـ"الكذبة"، وتقول إن "حقيقة ترك المقعد الشاغر على لائحة المصالحة هو فقط لمصلحة النائب هنري حلو ولو تم ترشيح درزي ثانٍ لأصبح مقعد حلو أمرّ من المرّ".

بينما يرفض الاشتراكي التعليق على الموضوع ويكتفي بما صدر عن جنبلاط في تغريدته، تؤكد مصادر مقربة من الجاهلية لـ"ليبانون ديبايت" أن ما يشهده الجبل من مشاحنات بين الاشتراكي والديمقراطي يتم بالاتفاق بين الطرفين، وما هو إلا تبادل أدوار اقتضته الحالة الانتخابية، وإن كان النقاش يصل للمرة الأولى إلى هذا المكان العنيف. 

وترى أن "الصراع الوهمي" بين ارسلان وجنبلاط لا يتعدى كونه شد للعصب الانتخابي إعلامياً، وهو يخدم الطرفين، والهدف منه التضييق على المعارضة الدرزية وحصر المنافسة بين جنبلاط وارسلان. 

وتلفت المصادر إلى أنه "حتى تحالف ارسلان مع التيار الوطني الحر، والذي يعمل الرجلان على تبيانه كأنه سبب الخلاف، متفق عليه وتم تنسيقه بينهما. لأن للقانون الجديد أدبياته ولوائح السلطة لا يمكنها التكتل بلائحة واحدة لحتمية الخرق في هذه الحالة".

وتقول إن الخصم الأساسي لجنبلاط اليوم هو وهاب وليس ارسلان "الاسماء التي رشحها ارسلان في الشوف مضحكة ولا حيثية لها". وتسأل المصادر إن كان سيكون لارسلان كتلة ام سيكون عضواً بتكتل التغيير والاصلاح، علماً أنه من جملة الشروط خلال تفاوض التيار والاحزاب في الجبل أن يكون النائب الدرزي الناجح على اللائحة عضواً في تكتل التغيير والإصلاح.