صاحب القلب الحنون والطيب كما يصفه اصدقاؤه رحل باكراً جداً، لم يتوقع أحدٌ رحيله بهذه البساطة. لم يشكُ بسام مرهج (47 عاماً) من شيء، فجأة شعر بألمٍ في صدره قبل أن يسقط أرضاً. لم تنجح الإسعافات الأولية بإحيائه، خذله قلبه فرحل الى الأبد وترك "الجميع مصدوماً" ، لم يفهم أحد ما حصل.  

 قصة بسام شبيهة بقصص كثيرة كتبنا عنها سابقاً تتناول الوفاة المفاجئة للشباب. هذا الرحيل المفاجئ يجعل الجميع في حيرة، لا أحد يفهم ما حصل وكيف يمكن أن يموت فجأة من دون أن يشكوَ من أي عارض.

ليس سهلاً ان تسأل عن وفاة بسام الذي لم يمض على رحيله أيام. وكما يقول صديقه ورفيق دربه سامر الهاشم ان "خبر وفاة بسام وقع كالصاعقة علينا، الكل مصدوم بوفاته . كان محبوباً من قبل الجميع، والكل يثني على قلبه الطيب والحنون، لا احد يعرفه ولا يحبه، كان شاباً رائعاً".

ألم في الصدر قبل ان يقع ارضاً

يستعيد الهاشم آخر لحظات بسام قائلا "أنهى بسام ورفيقته تناول العشاء وصعد الى السيارة حيث شعر بألم قوي في صدره، فخرج من السيارة ليجلب "الفانتولين" كونه يعاني من الربو، وظنّ ان الألم في صدره سببه الربو الذي يعاني منه، ليسقط فجأة على الأرض. وبالرغم من حضور الصليب الأحمر ومحاولات الإنعاش إلا ان قلبه خذله ليرحلَ عنا ويتركنا بصدمة".

لم يكن هناك ما يدعو للحيرة أو الريبة، كان وفق صديقه "يعاني من الربو وارتفاع بسيط بالسكري" لكن لا شيء آخر. إلا ان هذه الحادثة جعلت عائلته ورفاقه يستذكرون اي عارض تحذيري شكا منه في الأيام الماضية، وهنا يؤكد صديقه سامر ان "نهار الأحد شعر بسام بألم في المعدة وباسهال وتورم طفيف في الوجه لكنه أعاد سبب ذلك الى امكانية التسمم من الأكل. ولم يمر يومان حتى وقع فجأة دون أن ننجح في إحياء قلبه من جديد. سقط أرضاَ في غضون ثوانٍ ليرحلَ الى الأبد".

كان شاباً رائعاً

يصفه صديقه "بالشاب الطيب والحنون، تعذب بسام في حياته، مرّ بأوقات عصيبة وحزينة، لم تكن حياته سهلة، لقد تلقى أكثر من صفعة معنوية من قبل كثيرين لكنه كان دائم الابتسامة والمسامحة. لم يشكُ بالسوء من أحد بالرغم من أنه "كان يُقرض الناس أموالاً ولم يسترجع شيئاً منها. كان متسامحاً ويحب الحياة و"آدمي"، ينهي عمله ويجتمع بنا في أحد المقاهي في جبيل. كنا نمضي اوقاتا مسلية، لم يكن يشرب الكحول ولا يدخن. كل من عرفه أحبه، كان رجلاً "رائعاً" بكل بساطة".

هكذا التحق بسام بوالده الذي توفي منذ سنتين، بالأمس دفنته عائلته وهي لم تستوعب بعد هول الفاجعة. ووفق سامر "الصدمة تخيم على الجميع، ما حدا مستوعب شو صار، كيف بسام بفل هيك. العالم كلها عم تبكي. خسارة كبيرة".

أسباب توقف القلب

هذه ليست المرة الاولى التي نسمع فيها عن توقف القلب المفاجئ او الموت المفاجئ عند الشباب. حالات كثيرة سلطنا الضوء عليها وسببها إما خلل في كهرباء القلب أو تضخم في عضلة القلب.

وفي هذا الصدد، أكد الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فادي صوايا ان "اسباب توقف القلب المفاجئ عند الشباب قد تعود الى عامل وراثي او نتيجة خلل في كهرباء القلب او تضخم في عضلة القلب والتي تسبب وفاة مفاجئة او عارضاً صحياً مفاجئاً".

لكن غالباً لا يرافق هذه المشاكل القلبية أي عارض، فكيف يمكن لمريض أن يعرف انه يعاني مشاكل في القلب، قد تكون قاتلة؟ يشير صوايا الى ان "العارض الاول غالباً ما يكون الأخير واحياناً اخرى قد يكون تحذيرياً. لكن يبقى هناك بعض الأعراض التي يمكن ان يتنبه لها الشخص كـ:

* حالة إغماء مفاجئة لا سيما عند الرياضيين او الذين يمارسون الرياضة.

* رجفة قلب

* دقات قلب سريعة

 العلاجات وفق الحالة

إذاً، وفق صوايا "على الشخص ان يخضع لتخطيط قلب و"إيكو" للتأكد من عدم تضخم عضلة القلب. وفي حال تبيّن انه يعاني من تضخم وان هناك عاملاً وراثياً في العائلة، نلجأ عندها الى وضع بطارية تحت الجلد لمراقبة دقات قلبه واعطائه كهرباء في حال توقف قلبه فجأة، وتكون بمثابة تأمين على حياته.

اما في حال تبيّن ان هناك مشكلة في كهرباء القلب ويتم اكتشافها من خلال فحص EKG فيعالج إما بالأدوية أو من خلال بطارية او جراحة بحسب كل حالة".