منذ أسبوع توفي شابان نتيجة توقف قلب مفاجئ، حادثتان مأسويتان لا يفصل بينهما سوى أيام تركت خلفها دموعاً وصدمة وأسئلة لا تنتهي. "توقف قلبه فجأة"، "لم يكن يشكو من شيء"، "فجأة سقط أرضاً" وغيرها من العبارات التي ترددها عائلاتهم، من دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذا الموت المفاجئ.
 
آخر هذه القصص الحزينة كانت مع وفاة إبن الـ24 عاماً، نام محمد نور ضو ولم يستيقظ. يصعب على الذين يعرفونه أن يستوعبوا رحيله، باغته الموت بعد ان خذله قلبه الذي كان ينبض حباً وفرحاً وحياة. لم يفتح عينيه الزرقاوتين كما كل صباح، رحل باكراً كما رحل كثيرون قبله بسبب توقف القلب.
 
تروي شقيقته رنيم لـ"النهار" عن بعض تفاصيل حياة شقيقها قبل المحطة الأخيرة، "تخرّج محمد من الجامعة اللبنانية الأميركية LAU في إدارة الأعمال، كانت طموحاته كبيرة وأحلامه تتخطى حدود الوطن، وككل الشباب كأن يأمل أن يجد وظيفة ويحقق أحلامه، لكن ظروف البلد جعلته عاطلاً من العمل في انتظار أي فرصة. لم يستسلم أو ييأس، كان متمسكاً في بلده قبل ان يقرر السفر إلى الخارج".
 
كان محمد ينام في الصباح ويسهر في الليل، يعيش حياته ويبحث عن وظيفة تُؤمن له الاستقرار وتحقق أمنياته. "كان دائماً يستيقظ معنا في الصباح ليتمنى لنا نهاراً سعيداً قبل ان يخلد إلى النوم"، على حدّ قول شقيقته "كلمة واحدة يرددها لنا في كل صباح "good night ". في ذلك الصباح لم يستيقظ محمد على غير عادته، فتوجهتُ مع والدتي الى غرفته لتفقّده. لم يستيقظ، كان يغطُ في سباته، لم نتوقع رحيله بهذه البساطة. كنا ما زلنا متأملين أنيكون أُغمي عليه، إلى أن وصل الصليب الأحمر، لنعرف أن محمداً فارق الحياة. وفق تقرير الطبيب الشرعي توقف قلب محمد عند الساعة الخامسة صباحاً. ساعتان تفصلنا عن وفاته وقدومنا إليه، خذله قلبه وخذلتنا الحياة برحيله. كانت وفاته المفاجئة صدمة لنا، لم يشكُ محمد من أي عارض صحّي، كيف يمكن أن يموت بهذه البساطة؟".
 
لم يكن سهلاً على شقيقته رنيم أن تسترجع تلك التفاصيل، إبن الـ24 عاماً غافله الموت على عجل. لم يعطِ أي إشارة، لم نفهم ما جرى؟ وكيف يمكن لقلب ينبض بالحب والحياة والفرح ان يتوقف فجأة؟ برأيها "كان محمد يشيل الهم عن القلب، بضحكتو وحبو للحياة، كان شخص كتير متفائل، شخصيتو مرحة وطموح"، لكن قلبه توقف في ساعات الصباح الأولى وترك الجميع "مصدوماً".