تواصلت التغطية الصحفية الإسرائيلية لمسيرات العودة في قطاع غزة، وسط مخاوف من اتساعها جغرافيا، واستقطابها للمزيد من الفلسطينيين للمشاركة فيها. 


فقد ذكر أليئور ليفي الكاتب بصحيفة يديعوت أحرونوت أن غزة تتحضر للمسيرة القادمة يوم الجمعة المقبل، في ظل تحضيرات جديدة للمتظاهرين تتمثل بإحضار مرايا وإشعال إطارات السيارات للتشويش على القناصة الإسرائيليين، من خلال انتشار الدخان في الأجواء، وبذلك يتم التعمية على الجنود الإسرائيليين الذين يطلقون النار على المشاركين في هذه المسيرات.


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن إسرائيل تترقب المرحلة الثانية من المسيرات الفلسطينية في ظل قناعة فلسطينية تتعزز بأن مسيرات الجمعة الماضية حصلت على دعم دولي بفعل أنه نضال سلمي شعبي.


وأوضح أن الجيش الإسرائيلي بدأ يتجهز لأسابيع طويلة من أحداث العنف، على طول حدود قطاع غزة، وسيسعى لاستخلاص الدروس والعبر من أحداث الجمعة الماضية، وتبقى المهمة الأساس للجنود تتمثل بمنع اجتياز الفلسطينيين لخط الهدنة، والمحافظة على الحد الأدنى من القتلى، مع بدء توافد المزيد من الكتائب والفرق العسكرية لتعزيز القوات الموجودة أساسا على طول حدود غزة.

 

أما يوآف زيتون الخبير العسكري في الصحيفة ذاتها، فقال أن الجيش الإسرائيلي سيبذل قصارى جهده في الأيام القادمة لحرمان الفلسطينيين من الحصول على ما وصفها صورة النصر، والمتمثلة بأعداد كبيرة من المتظاهرين، ليسوا مسلحين بأسلحة نارية يذهبوا باتجاه خط الهدنة، مما قد يعرضهم للموت بنيران الجنود الإسرائيليين.


أمير أورن الخبير العسكري بموقع ويللا زعم أن المتظاهرين الفلسطينيين يجب ألا يحملوا إسرائيل وحدها المسئولية عما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، فقطاع غزة بالنسبة لإسرائيل يعتبر كيانا معاديا لها، لأن حماس من تسيطر عليه، وترفض الاعتراف بها، أو التصالح معها.


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن الأزمة الإنسانية في غزة حقيقية، والقيادة الأمنية الإسرائيلية لا تنكرها، بل إنها معنية بالتخفيف عن السكان هناك، كي لا يتم تصدير أزمة الجوع والفقر في غزة لصحراء النقب من خلال إطلاق الصواريخ عليها.


وأشار أن المسيرات الفلسطينية في الأيام الأخيرة هي مظاهرات سياسية بشعارات عالية تعود إلى أحداث العام 1948، حيث فلسطين المحتلة، مما يعني إبادة إسرائيل، وهو ما لا يحظى بموافقة أي صهيوني في الجمهور الإسرائيلي، لأنه يعني إخلاء كل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وبالتالي فإن هذه المطالبة تتجاوز الانسحاب حتى حدود العام 1967 إلى العودة لما قبل العام 1948.


وختم بالقول: السياسة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي إزاء هذه المظاهرات تعود بالأساس لنشر القناصة، مما يحمل في طياته دفع أثمان بشرية فلسطينية، في حين أن البديل لذلك تنفيذ عملية عسكرية كبيرة للجيش، وهي مسألة ترى أوساط واسعة في الجمهور الإسرائيلي أنها لن تحل المشكلة القائمة في قطاع غزة، ولن يحصل شيء سوى تكرار لعمليات عسكرية سابقة.

 

أمير بوخبوط المراسل العسكري بموقع ويللا نقل عن ضابط إسرائيلي كبير قوله أن الجيش يستعد لارتفاع مستوى التصعيد الميداني في المظاهرات الفلسطينية للأيام القادمة، مما دفعه لتنفيذ أعمال هندسية على طول حدود القطاع وسط حماية أمنية مكثفة، ونشر المزيد من الوسائل المعيقة لتقدم المتظاهرين الفلسطينيين شرقا باتجاه المواقع العسكرية الإسرائيلية.


وأضاف في تحليل عسكري ترجمته "عربي21" أن الفلسطينيين نجحوا بتسليط الأضواء العالمية عليهم، بما في ذلك عقد الاجتماع لطارئ لمجلس الأمن الدولي، وهناك هواجس في قيادة المنطقة الجنوبية بأن يسعى الفلسطينيون لجباية ثمن باهظ من الجيش الإسرائيلي باستخدام القناصة ضد الجنود الذين يستخدمون ذات الطريقة مع المتظاهرين الفلسطينيين، لكن ذلك قد يدفع الجيش للرد بصورة قاسية في مناطق تتجاوز خط الهدنة.