في تقدير مصادر سياسية متابعة أن تلاقي القوات مع تيار المستقبل على التحالف انتخابيا في دائرة بعلبك - الهرمل دون غيرها من الدوائر لا معنى له سوى «تسييس» هذه المعركة وأن تكون في هذه الدائرة من أشرس المعارك وأعنفها، بهدف شد عصب جميع الأطراف الأخرى غير الثنائي الشيعي لإحداث الخرق المأمول، بما يشكل هزيمة معنوية في منطقة يصنفها الحزب عاصمته السياسية والدينية.

وبحسب هذه المصادر، قرر الأمين العام أن يتولى شخصيا ملف انتخابات بعلبك - الهرمل، نظرا لدقة وحساسية المعركة المنتظرة، وهو لن يتوانى عن التجول شخصيا في قراها ومدنها، كما سبق وأعلن، لحث الأهالي على التوجه إلى صناديق الاقتراع بكثافة، في حال شعر أن الأمور تهدد بالخروج عن السيطرة، علما أن الخرق إذا حصل شيعيا سيكون على حساب واحد من ثلاثة في اللائحة وهم: اللواء جميل السيد، إيهاب حمادة وابراهيم الموسوي.

بعلبك ـ الهرمل هي الدائرة الوحيدة في لبنان التي ستشهد معركة سياسية بامتياز بين فريقي ٨ و١٤ آذار، لاسيما بعد إبرام تحالف المستقبل والقوات.

ومن المقرر أن تعلن قبل 26 الجاري «لائحة الكرامة والإنماء»، وهي عبارة عن تحالف القوات اللبنانية وتيار المستقبل ويحيى شمص في بعلبك ـ الهرمل، وتضم الى شمص كلا من غالب ياغي، محمد سليمان (غير محسوم بعد)، محمد حمية، بالإضافة الى مقعدين إضافيين لم يحسم أمرهما بعد (شيعة)، حسين صلح وبكر الحجيري (سنة)، طوني حبشي (ماروني، قوات) والعميد سليم كلاس (كاثوليكي، قوات).

وتشير مصادر ماكينة القوات إلى أن عدم انضمام التيار الحر الى هذا التحالف يؤمن للقوات والمستقبل عبورا آمنا إلى تأمين الفوز بحاصلين انتخابيين حسب الترجيحات، وبالتالي الفوز بمقعدين مسيحي وسني في الحد الأدنى.

وإذا كان تيار المستقبل قد اتخذ قراره بأن يشكل رأس حربة في مواجهة مرشحي الحزب في بعلبك ـ الهرمل الى جانب القوات اللبنانية، سعى الحزب إلى سحب عدد كبير من المرشحين المستقلين ضمن المهلة الرسمية.

وتفيد أوساط بأن لقاءات مكثفة حصلت في «بيت الوسط» برعاية نادر الحريري مع مرشحين شيعة طالبتهم بتكثيف الجهود والتوافق والاتفاق من أجل تحالف فيما بين الأقوياء منهم، ولكن الشيعة الأقوياء توزعوا على لائحتين معارضتين للحزب : لائحة الرئيس حسين الحسيني ولائحة النائب يحيى شمص، وكل من هاتين اللائحتين بعد تعثر جمعهما بلائحة واحدة، تتطلع لرفع حاصلها الانتخابي من زاويتها لوصول رأسها الشيعي وكل منها تعمل من أجل وصول 3 مرشحين س ني، ماروني، وشيعي.

وأفادت مصادر على تماس بالعملية الانتخابية بأن شرذمة التحالفات سببها كثرة المسترئسين الشيعة، الى جانب تدخلات حالت دون تجميعهم في لائحة قوية يمكنها أن تقطع الطريق على غيرها، ويمكنها أن توصل شيعيا الى الندوة البرلمانية.

ومع بروز لائحتين متنافستين ضد الحزب ، يعمل الحزب على تكثيف لقاءات أعضاء لائحته الانتخابية ويعمل على فكفكة لوائح قيد التركيب، وقد نجح في ذلك، إذ سجل انسحاب 5 مرشحين لصالح لائحة «الأمل والوفاء»، وتهدف هذه الانسحابات الى شد العصب ومن أجل رفع الحاصل الانتخابي والحؤول دون تشتت الأصوات في ظل معركة محتدمة تعمل عليه اللائحتان الثانية والثالثة من أجل تسجيل خرق سني وماروني وشيعي في معقل الحزبالذي يعتبر أن أي خرق للائحته بشيعي هو خسارة له في عقر داره.