نشرت بعض المواقع الألكترونية في اليومين الماضيين تسريبات «مجهولة» المصدر، يوحي أصحابها، بخبث ساذج، بأن كاتب هذه السطور كان شيعي المذهب، ثم غيّر إلى المذهب السنيّ بهدف الترشح للإنتخابات النيابية!
وبدا واضحاً من هذه الحملة المبرمجة تحت عنوان «صلاح سلام سنيّ أم شيعيّ»، أن الهدف هو التشويش وإشاعة البلبلة بين الأصدقاء والمؤيدين، وصولاً إلى التشكيك بقانونية الترشح!
لا نود الدخول بمهاترات مع أصحاب هذه التسريبات، التي إن دلّت على شيء، فعلى المستوى الإيماني والأخلاقي لمطلقيها، وعلى مدى انزعاجهم من قرار خوض الانتخابات، انطلاقاً من مبادئ واضحة، وتحقيقاً لأهداف، تمّت إحاطة المرجعيات المعنية بقضايا الطائفة السنية وشؤون بيروت بها!
ولكن لا بد من تذكير أصحاب مثل هذه الأساليب الرخيصة، أن التشيّع في الأوساط السنية غالباً ما يكون لدواعٍ ميراثية للعائلات التي لم ترزق ذكوراً، وهو إجراء مُنتشر ومُتعارف عليه، وقابل للإلغاء والرجوع عنه في أي وقت.
وثمة زعماء ورؤساء حكومات أقدموا على هذه الخطوة، وفي مقدمهم، على سبيل المثال لا الحصر، زعيم الاستقلال رياض الصلح، والرؤساء الحاج حسين العويني ورشيد الصلح والدكتور سليم الحص، وتبوّأوا مناصبهم الرسمية، والعائدة للطائفة السنية، من دون أي حرج.
إن اللجوء إلى هذه الأساليب الرخيصة، هو محاولة مكشوفة لتأجيج النعرات المذهبية، في إطار سياسة «شدّ العصب» عشيّة كل انتخابات نيابية، لغايات لم تعد تنطلي على اللبنانيين عامة، ولا على البيارتة خصوصاً، الذين سئموا من المتاجرة بالشعارات الدينية والمذهبية، ويرفضون تطييف وتمذهب المعارك السياسية كلما كان «الدق» محشوراً في الاستحقاقات الانتخابية!
ماذا يُفرّق أصحاب هذا الكلام الرخيص عن أصحاب الكلام المعيب الذين لا يعترفون «ببيروتية» هذا الزعيم أو ذاك السياسي، لأن أصول عائلاتهم ليست من بيروت؟!