من الطبيعي أن تستأثر زيارة الموفد السعودي نزار العلولا الى لبنان بهذا القدر من الأهمية في الظروف الموضوعية التي سبقتها وترافقها... ولكن لا بدّ، في المبدأ، من القول إنّه دائماً في السياسة لا بد من وجهات نظر مختلفة، ولكن هذا لا يفسد للود قضية... إلاّ أنه لسبب بسيط فالمملكة العربية السعودية كانت دائماً الى جانب لبنان، وإذا بدأنا بالحديث عن تقديماتها يقتضينا الكثير، ونكتفي بالإشارة الى أنها منذ بداية الحرب اللبنانية في 1975 استضافت قمة الرياض» التي أقرّت قوات الردع العربية... وأيضاً نذكر «اتفاق الطائف» الذي وضع حداً لنهاية الحرب اللبنانية، والسعودية لم تكن يوماً إلاّ الى جانب لبنان.

هذا في السياسة أما في الاقتصاد فكانت السعودية السباقة مثال ذلك مواقفها في مؤتمرات لدعم لبنان، ومبادراتها الى تقديم التبرّعات خصوصاً في المشاريع والإعمار، ونذكر مبادراتها بعد عدوان «عناقيد الغضب» وحرب 2006(...) فالسعودية وقفت دائماَ الى جانب لبنان.

ولا ننسى أنّ نحو 500 ألف لبناني يقيمون في المملكة ويحوّلون سنوياً 7 مليارات دولار الى ذويهم.

وبعض الخبيثين يلعب على موضوع التوقيت... أي لماذا جاء الموفد السعودي في هذا الوقت بالذات توافقاً مع المرحلة التحضيرية للانتخابات النيابية؟ والواقع أنّ المملكة على مسافة واحدة من الجميع في لبنان، ومجيء الموفد العلولا في هذا الوقت لا علاقة له بالمعركة الانتخابية على الإطلاق.

هذا لا يعني أنّ المملكة غير منزعجة من تورّط «حزب الله» في البحرين والكويت، خصوصاً في اليمن... وبالنسبة الى سوريا أيضاً كانت المملكة تتمنى عدم انخراط الحزب في الحرب.

والصاروخ الذي انطلق من اليمن واستهدف مطار الرياض ليس مما يمكن أن تنساه السعودية ببساطة، خصوصاً أنّ دور «حزب الله» فيه بشكل أو بآخر هو دور معروف.

وسبب عدم مجيء وزير خارجية المملكة الى لبنان تندرج أسبابه في مواقف الحزب.

ولا ننسى كذلك دعم المملكة للجيش وقوى الأمن الداخلي...

وباختصار إننا نعوّل كثيراً على المملكة وبلدان الخليج العربي لتعزيز نتائج مؤتمرات الدعم المرتقبة بدءًا من شهر آذار المقبل... واللبنانيون على ثقة بأنه سيكون للخليج دور بارز وإيجابي جداً في هذا المجال.