نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن شغف أثرياء العالم بالنجوم والفضاء، الذي دفعهم إلى إنجاز العديد من المشاريع الباهظة التكلفة، لعل أبرزهم إيلون ماسك، وجيف بيزوس، وريتشارد برانسون، وبول ألين، ناهيك عن أثرياء الصين الذين حذوا حذوهم.

وقالت الصحيفة إن هذه الاستثمارات الضخمة من أجل غزو الفضاء لها دوافع ظاهرة وأخرى خفية، تقف خلفها بعض الأطماع المادية، ولو على المدى البعيد. ففي الواقع، يحمل الملياردير إيلون ماسك رؤى مستقبلية لم يعد أحد يسخر منها بعد الآن. فقد فرضت سيارات تيسلا نفسها، لتصبح بذلك مؤسسة سبيس إكس قادرة على إركاع أريان سبيس، التي تعتبر أول منصة لإطلاق الأقمار الصناعية.


وأشارت الصحيفة إلى أن سبيس إكس أطلقت من مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا صاروخًا ضخمًا، لم يعرف له مثيل منذ برنامج أبولو (الذي أطلقته وكالة ناسا)، وسيكون "فالكون الثقيل" الذي يعمل بطاقة ثلاثة صواريخ "فالكون 9" ملحقا به، قادرًا على نقل شحنة بوزن 70 طنًا.

ومرة أخرى، تتجه الأنظار إلى ماسك، الذي بدل أن يشحن آلته بكتل خرسانية أو بقطع من الصلب لتفريغها في الفضاء وشحنها من جديد، اختار أن يضع سيارته "تيسلا" ذات اللون الأحمر الفاقع، مشغلا عبر راديو تلك السيارة أغنية "غرائب الفضاء" للمغني ديفيد بوي.

وذكرت الصحيفة أن وضع سيارة في مدار حول المريخ، لمليارات السنين يعتبر أمرا طريفا وليس سخيفا من ناحية المخطط الترويجي، ولكن مثل هذه التصرفات تجعل المختصين يتساءلون عن الغرض من إطلاق هذا الصاروخ.

وقالت الصحيفة إن الكثير من الأثرياء يطمحون إلى إطلاق الصواريخ نحو الفضاء، على غرار إيلون ماسك من خلال مؤسسته سبيس إكس، وجيف بيزوس من خلال مؤسسته بلو أوريغن، وريتشارد برانسون مالك مؤسسة فيرجن غالاكتيك، وبول ألين عبر شركة ستراتولونش، ولاري بايج عبر مؤسسة غوغل لونر إكسبرايز، بالإضافة إلى بعض الرأسماليين الصينيين.

وأفادت الصحيفة بأنه من الخطأ أن يعتبر هذا الاندفاع نحو الفضاء مجرد شغف يحمله أباطرة وادي السيليكون للاكتشاف، فقط لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون بأموالهم. وحتى لو كان هؤلاء الأثرياء يستمتعون بما يقومون به، إلا أنهم لن ينسوا أبدا غاية تحصيل الربح، ولو على المدى البعيد.

وأوردت الصحيفة أن الإيرادات في هذا المجال تأتي من أربعة مصادر، وهي الأقمار الصناعية والسياحة والنقل والتنقيب عن المعادن. ويعتبر انفجار المجتمع الرقمي وزيادة ثروة البلدان الناشئة، من بين العوامل التي ساهمت في ارتفاع وتيرة إطلاق الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات.

كما ذكرت الصحيفة أن السياحة كانت من بين العوامل التي شجعت الأثرياء على الاستثمار في عالم الفضاء. وفي هذا الصدد، تقدر بلو أوريغن وفيرجن غالاكتيك أن عدد السياح الأثرياء سيزيد على سطح الأرض، ما قد يخلق رغبة في السفر في رحلات فضائية، خاصة إذا انخفض خطر الحوادث أثناء هذا النوع من الرحلات إلى ما يقارب الصفر.

وأوردت الصحيفة أن ما يجذب أصحاب الثروات نحو الفضاء هو رغبتهم في استخراج المعادن، فهم يدركون جيدا أن الوقود الجديد الذي يغذي الانتقال الرقمي والبيئي الحالي، يكمن في تلك المعادن النادرة التي لا يمكن الاستغناء عنها في صناعة كل المنتجات التكنولوجية الجديدة، ومن الواضح أن الفضاء يزخر بهذه المواد، الموجودة على سطح القمر والمريخ وعدد كبير من الكويكبات الأخرى.