للمرّة الأولى منذ وقوع جريمة قتل المقدّم في الجيش ربيع كحيل في 26 تموز 2015، مثل "هشام ضو" أمام المحكمة العسكرية وروى على مسامع هيئتها تفاصيل تلك الليلة السوداء.


بداية أبرز وكيل الدفاع عن المتهم إسقاط حق صادر عن ورثة المغدور وعائلته وإخوته، مطالبا بالإطلاع على ملف الأدلّة الجنائيّة، ليُلخّص بعدها رئيس المحكمة العميد صعب للمتهم الجرم المنسوب إليه: "أُسند إليك أنّه في بدادون أقدمت على التضارب مع المقدّم ربيع كحيل وشهر مسدس حربيّ وإطلاق عدّة رصاصات أصابت أربعة منها الفخد الأيسر للمقّدم والتسبّب بوفاته، فيما أقدم المدعى عليه الثاني (إيلي ضو أوقف 9 أشهر) على التدخّل في الجرم".

وسأل صعب المتهم عمّا إذا كان هناك من معرفة سابقة بينه وبين المغدور ولمّا أجاب بالنفي، طلب منه أن يروي تفاصيل ما حصل تلك الليلة".

أفاد ضو أنّه يوم الحادث غادر منزله ونزل مع "إيلي" في السيارة وبعد ان ابتعد قرابة الثلاثين مترا عن البيت، شاهد سيّارة متوقّفة على يسار الطريق بطريقة مشبوهة. كان المقدّم بداخلها (لم يكن يعرف هويته) والى جانبه فتاة شقراء. طلب "هشام" من "ايلي" الذي كان يقود السيارة الرجوع قليلا إلى الخلف لمعرفة هوية من في السيّارة ولمّا وصلا إلى محاذاتها سأل "هشام" صاحب السيارة عمّا يفعله هنا، فأجابه: "ما خصّك"، ولمّا أفهمه أنّ هذه الأرض "هي أرضنا" (هي في الواقع أرض أخيه) ردّ الشخص الذي كان بداخل السيارة "أنا دولة".

يتابع المتهم: "لم يكن هناك ما يوحي أنّ هذا الرجل هو ضابط لأنّه كان يتكلّم بأسلوب فيه الكثير من السباب والشتائم.. طلبت من "إيلي" تصوير رقم لوحة السيارة فيما امسكتُ أنا هاتفي محاولا الإتصال برجال الدرك. غضب المقدّم عندما شاهد "إيلي" يصوّر اللوحة فنزل غاضباً وصار تضارب بينهما ولمّا وقع "ايلي" أرضاً عاد إلى السيارة واقترب بها مئة متر وتوقّف، فيما حاولت أنا معاودة الإتصال بالنقيب آلان داغر على رقمه الرباعي. شاهدني المغدور أتّصل بالدرك فازداد غضبه وضربني على يدي فطار هاتفي ووقع أرضا وانكسر.. في تلك الأثناء مرّت سيارة الشيخ سرور فتدخّل محاولا تهدئة الوضع، لكنّ ارتفاع حدّة الشتائم بيننا دفعت الشيخ إلى الإنسحاب رغم أنّ المرحوم كان عرّف عن نفسه أنّه من بلدة القماطية، فأجابه الشيخ "لو أنت من القماطية ما بتوقف هون".

المستجوب أكّد أنّ المقدّم كان يرتدي شورت وكان بحالة عصبية شديدة وتفوح منه رائحة الكحول القويّة، كما وصف حالته هو "بالتي لا يحسد عليها" وقال: "كدت أموت بين يدي المقدّم فهو قدّي ع مرّة ونصف وكان يخنقني ويثبتني بجسده فتناولت مسدسي وهو من نوع بلوك 19(مرخّص) ودست على زنده - بعد أن لقّمته – فانطلقت منه 6 أو 7 طلقات أصابت أربعة منها فخده الأيسر".

ونفى ضو أن يكون لديه النية لقتل المقدم كحيل على الإطلاق وإلإّ لما بادر للإتصال بالدرك وبالنقيب داغر وقت الإشكال، مشدّداً على أنّ المقدّم هو من ركض نحوه ودفعه أرضا محاولا إيقاعه نحو "الشوار"، مشيراً إلى أنّ الفتاة التي كانت بصحبة كحيل لازمت السيارة وكانت تصرخ كلّ الوقت.

سُئل المستجوب لماذا لم يبادر إلى إسعاف المقدّم فور إصابته فردّ أنّه أطلق النار باتجاه الأرض دون أن يتأكد من إصابة المقدّم وأنّه بعدها ركض نحو سيارة "ايلي" التي كانت تبعد نحو 200 متر واستقلّها وفرّ قبل أن يتصل بشقيقه ويقول له: "اخترب بيتي، دقوّا للصليب الأحمر يمكن نصاب الزلمي".

وفي كلمته الأخيرة أكّد ضو على ندمه وقال: "طبعا أنا نادم لأنّني تسببت بقتل إنسان وأطلب من المحكمة الرحمة". وقد أرجئت الجلسة إلى الحادي عشر من حزيران للمرافعة ولفظ الحكم.