الحزب الديني الذي لا يؤمن بالعلمانية ولا بالديمقرطية بكل تأكيد يقودنا نحو الظلم والظلام والظلمات
 

لن أسمح لأي نص ديني، ولأي فقه، ولأي فقيه، أن يفرض عليَّ بأن أتعامل معك يا أخي في الإنسانية بمشاعر عدائية حاقدة بحجة أن دينك مختلف عن ديني ومذهبك مختلف عن مذهبي وفلسفتك مختلفة عن فلسفتي!
أنا بريء يا أخي في الإنسانية ومتبرئ وتبرأت سنة 1998 من هكذا دين، ومذهب، وفقه، وفقيه، وإنني متسلح  للدفاع عن قناعاتي الجديدة بقوله تعالى:
{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتولكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم - (لا ينهاكم الله) - أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}. 
أنا منحاز للمظلوم ولو كان من غير ديني ومذهبي وضد الظالم ولو كان من ديني ومذهبي.

إقرأ أيضًا: هكذا صرتُ بنظره عدو الله!
ولذلك أنا أقف بكل قوتي وطاقتي مع الشعب السوري المظلوم المقهور ضد بشار الأسد الديكتاتور، وضد خامنئي ونصر الله وقاسم سليماني وآية الله القديس بوتين.
أنا مع دولة الإنسان ولست مع دولة المسلم ولا المسيحي ولا اليهودي، مع دولة حيادية بمسألة الأديان لا تعادي الدين ولا تتبناه، دولة علمانية وديمقراطية في آن واحد، وحينما تنفصل الديمقراطية عن الدولة العلمانية تموت كما يموت الجسد حينما تنفصل عنه الروح لأن الديمقراطية هي روح الدولة العلمانية العادلة، دولة تقوم على الدستور والقانون وهما مقدسان تقديسًا عظيمًا لأن من يخالف الدستور والقانون سواء كان حاكمًا أو محكومًا فإنه يفتح الطريق واسعًا لسرطان الإستبداد الذي يفرخ آلاف الأزمات في كل حقول الدولة والمجتمع فلا تبقى عدالة معه ولا حقوق ولا خير ولا تقدم ولا تطور ولا تنمية.

إقرأ أيضًا: هل أنت ضد تدخل عالم الدين بالسياسة؟
هذه قناعتي وعقيدتي ثمرة تجربتي على مدار 3 عقود قراءة ومناقشة ومشاهدات بالمحسوس والملموس للدول العلمانية الديمقراطية العظيمة بإنجازاتها الخيالية التي تشبه المعجزات في العلوم السياسية، والقضائية، والتكنولوجية، والتدبيرية الإدارية والزراعية والطبية والهندسية والخ.
والتجربة رأس المعرفة والتجربة أعظم مصدر من مصادر المعرفة والحزب الديني الذي لا يؤمن بالعلمانية ولا بالديمقرطية بكل تأكيد يقودنا نحو الظلم والظلام والظلمات وكذلك الحزب العلماني الذي لا يؤمن بالديمقراطية أو الذي مسخها بفلسفاته التي لا تسمن ولا تغني من جوع.